حذر عبد الوهاب الكاين، رئيس منظمة “إفريقيا وتش”، من الانتهاكات الخطيرة التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون داخل مخيمات تندوف بجنوب غرب الجزائر، مؤكدا أن ما يجري هناك يمثل خرقا صارخا للحق في الحياة، من خلال تنفيذ إعدامات ميدانية خارج أي إطار قانوني على أيدي عناصر من الجيش الجزائري. وأوضح أن منظمته كانت قد رفعت، منذ أبريل الماضي، نداء عاجلا إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، مطالبة إياه بالتدخل العاجل إزاء هذه التجاوزات.
وأشار الكاين، خلال مداخلة أمام المجلس بجنيف، إلى أن المنظمة وثقت ما لا يقل عن 21 حالة إعدام أو محاولات إعدام منذ عام 2014، مبرزا أن أغلب الضحايا ينتمون لفئة الشباب ممن يزاولون أنشطة بسيطة لتأمين قوتهم اليومي، مثل التنقيب التقليدي عن الذهب أو ممارسة التجارة الصغيرة. وأضاف أن هذه الممارسات العنيفة تكشف عن سياسة ممنهجة تستهدف الفئات الهشة داخل المخيمات، في ظل غياب تام لأي تحقيقات مستقلة أو آليات لمساءلة المتورطين من الجيش الجزائري أو من مسؤولي جبهة البوليساريو.
من جهته، شدد ممثل “تحالف المنظمات غير الحكومية الصحراوية” على أن خطورة هذه الانتهاكات تفرض على مجلس حقوق الإنسان إيلاء اهتمام خاص بالملف، داعيا إلى الضغط على الجزائر من أجل التعاون مع آليات الأمم المتحدة التعاقدية وغير التعاقدية، وفتح تحقيقات شفافة تحدد المسؤوليات وتفضي إلى محاسبة المتورطين. واختتم الكاين مداخلته بالتأكيد على أن ضمان الحماية الدولية لسكان المخيمات وصون حقوقهم الأساسية يشكل مدخلا محوريا لوقف هذه الانتهاكات الجسيمة التي تمارس بشكل ممنهج منذ سنوات.
24/09/2025
