كشف تقرير لمجلة “جون أفريك” الفرنسية عن موجة متنامية من الإسرائيليين من أصل مغربي يسعون للحصول على جواز السفر المغربي، في ظاهرة تجمع بين الحنين إلى الجذور والبحث عن ملاذ آمن بعيد عن الأزمات الداخلية في إسرائيل. وأشار التقرير إلى أن الهجرة لم تعد من المحرمات، حيث غادر البلاد أكثر من 82 ألف شخص عام 2024، مقابل نحو 55 ألفا في 2023، مع تسجيل نحو 60 ألف شخص لم ينووا العودة، في ظل ارتفاع تكلفة المعيشة والأزمة المؤسسية الناتجة عن خطة الإصلاح القضائي وصعود حكومة يمينية متطرفة، بالإضافة إلى تبعات حرب غزة في أكتوبر 2023.
وأوضحت المجلة أن هذا التوجه لا يمثل هجرة جماعية منظمة، بل تحركات فردية وعائلية متفرقة، مع تسجيل طلب متزايد على جوازات السفر المغربية، خاصة بين أبناء وأحفاد المهاجرين السابقين. وأكدت مصادر من الجالية اليهودية في المغرب أن المغاربة المزدوجي الجنسية يتطلعون لاستعادة جزء من هويتهم الثقافية، فيما يمتد الاهتمام إلى دول أخرى مثل البرتغال والولايات المتحدة تبعا لأصول كل عائلة. واستشهد التقرير بحكايات شخصية، منها نساء ورجال اختاروا العودة إلى المغرب لاستعادة لغتهم وعاداتهم، وإعادة تأهيل هويتهم اليهودية المغربية، فضلا عن افتتاح مطاعم ومشاريع ثقافية في مدن مغربية مثل مراكش.
وأضاف التقرير أن العلاقة بالمغرب تتجاوز مجرد وثيقة سفر، لتشمل اهتماما متجددا بالثقافة المغربية في إسرائيل، من تعلم الدارجة المغربية عبر الإنترنت إلى انتشار الموسيقى الأندلسية والمطبخ المغربي ضمن الحياة اليومية الإسرائيلية. ورغم تباطؤ التطبيع الرسمي وتوقف الرحلات المباشرة بعد الحرب، أكد المؤرخ يغال بن نون أن هذه الظاهرة تعكس فضولا لدى الأجيال الشابة لاكتشاف جذورها، ما يعزز مكانة المغرب كجسر ثقافي بين اليهود والمسلمين وملاذ آمن للباحثين عن الانتماء والهوية.
24/09/2025











