في حكم قضائي صارم، قضت محكمة كاليفورنيا على شركة الطيران الأمريكية أمريكان إيرلاينز بدفع أكثر من 11 مليون دولار (حوالي 9,3 مليون يورو) لراكب تعرض لسكتة دماغية خلال رحلة عابرة للأطلسي بين ميامي ومدريد في نوفمبر 2021، بعد أن رأت المحكمة أن طاقم الطائرة لم يتبع البروتوكولات الطبية المعتمدة للتعامل مع حالات الطوارئ الصحية.
الراكب، خيسوس بلاسينسيا، قدم شكواه أمام المحكمة الفيدرالية في 2023، لكن الحكم لم يُعلن إلا الأسبوع الماضي، وفقًا لما نقلته وسائل إعلام أمريكية.
حسب مكتب المحاماة Burns Charest، الذي تولى الدفاع عن بلاسينسيا، بدأت الأعراض تظهر على الرجل حتى قبل الإقلاع، حيث فقد القدرة على الكلام مؤقتًا وعجز عن إمساك هاتفه المحمول عند بوابة الصعود للطائرة. وعلى الفور، أبلغت زوجته آنا ماريا مارسلا تافانتزيس مضيف الطائرة وقائد الرحلة بما حدث.
لكن، بدل اتباع البروتوكولات المعمول بها في مثل هذه الحالات، مثل الاتصال بخط المساعدة الطبية للشركة أو طلب مساعدة طبيب متواجد على متن الطائرة، سمح الطيار بالإقلاع. وخلال الطيران فوق المحيط الأطلسي، تعرض بلاسينسيا للسكتة الدماغية.
عند وصول الرحلة إلى مدريد، تم نقله على وجه السرعة إلى مستشفى، حيث بقي في حالة حرجة أكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن تُنقل حالته في النهاية إلى الولايات المتحدة على متن طائرة إسعاف جوية. حسب الدعوى، لو أن الشركة اتصلت بخدماتها الطبية أو استفسرت بين الركاب عن طبيب حاضر على متن الطائرة، كان يمكن تخفيف حدة الحالة وتقديم الرعاية اللازمة مباشرة في ميامي.
بعد محاكمة استمرت ستة أيام، توصل المحلفون الأسبوع الماضي إلى هذا الحكم في قضية امتدت لأكثر من عامين. البداية كانت بتعويض 13,28 مليون دولار (11,2 مليون يورو)، لكن تم تخفيضه بنسبة 27,5% بعد تحميل بعض المسؤولية للزوجين، لتستقر التعويضات النهائية عند 9,6 مليون دولار (حوالي 8 ملايين يورو)، لتصل مع الفوائد إلى المجموع الكلي 11 مليون دولار.
هذا الحكم يضع علامة استفهام كبيرة على سلامة الإجراءات الطبية داخل الطائرات الأمريكية ويعيد فتح النقاش حول حقوق الركاب في الطوارئ الصحية على متن الطائرة، ويؤكد أن الإهمال، مهما كان داخل أجواء تحكمها قوانين الطيران، يمكن أن يكون مكلفًا جدًا للشركات.
25/09/2025
