مع انطلاق الموسم الجامعي الجديد، عادت قضية الأحياء الجامعية إلى الواجهة بعدما انتشرت صور لطلبة يفترشون الأرض أمام الحي الجامعي مولاي إسماعيل بالرباط، في مشهد يعكس معاناتهم مع محدودية الطاقة الاستيعابية. الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالرباط، فصيل اليسار التقدمي، وصف الوضعية بالمأساوية، مؤكداً أن عدداً من الطلبة اضطروا إلى قضاء لياليهم في العراء، معتبرًا أن غياب السكن الجامعي يشكل إقصاءً صريحاً لحق أساسي يضمن للطالب ظروفاً إنسانية لمتابعة دراسته.
في المقابل، أكد مصدر مسؤول لكواليس الريف أن ما حدث بالحي الجامعي يخص عدداً محدوداً من الطلبة المنتمين للاتحاد، مشيراً إلى أن مسطرة الاستفادة من السكن الجامعي واضحة منذ اعتماد التسجيل الإلكتروني ونشر اللوائح. وأضاف أن تأخر ولوج الطلبة الجدد مقارنة بالقدامى أمر معتاد، معتبراً أن الصور المتداولة “صادمة وغير دقيقة” وربما التُقطت لحالات فردية فقط، ما لا يعكس الوضع العام للأحياء الجامعية.
من جانبه، شدد عبد الواحد الزيات، رئيس الشبكة المغربية للتحالف المدني للشباب، على أن أزمة الأحياء الجامعية تتطلب حلولاً مبتكرة تتجاوز التدابير القطاعية الضيقة. ودعا إلى إنشاء مؤسسة خاصة تُعنى بالطلبة، وتوسيع شبكة الأحياء لتشمل مختلف المدن، بما يخفف أعباء الكراء والهجرة الداخلية. كما اعتبر أن تخصيص منح للكراء خطوة ضرورية للحد من الهدر الجامعي، مقترحاً إحداث مؤسسة محمد السادس لشؤون الطلبة لتوحيد الرؤية على المستوى العقاري وتوفير مزيد من الأحياء الجامعية تستجيب لتزايد أعداد الطلبة.
25/09/2025