وسط تصاعد التوترات في شرق آسيا، حذّر رئيس كوريا الجنوبية لي جيه-ميونغ، صباح اليوم الجمعة، من أن جارتها الشمالية تخطو خطوات حاسمة نحو تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات قادر على ضرب الولايات المتحدة بسلاح نووي، ما يرفع من منسوب القلق الدولي إلى مستويات غير مسبوقة.
وخلال زيارته للبورصة في نيويورك، قال جيه-ميونغ: “التجربة لم تنجح بالكامل بعد، لكن المراحل الأخيرة تتعلق فقط بـ’تكنولوجيا إعادة الدخول’، والتي ستكتمل قريبًا. يجب أن يكون هدفنا تجميد تطوير الأسلحة النووية والصواريخ العابرة للقارات، ومنع تصديرها، لما لذلك من فوائد أمنية واضحة”.
تشير تقديرات سيول إلى أن كوريا الشمالية تنتج سنويًا ما يكفي من المواد النووية لصنع 15 إلى 20 قنبلة نووية، ما يجعل سباق التسلح في شبه الجزيرة الكورية أكثر حدة وخطورة، ويضع المجتمع الدولي أمام تحدٍّ حقيقي لمنع تحول هذا التسلح إلى تهديد مباشر للأمن العالمي.
في الوقت نفسه، يواجه الرئيس الكوري الجنوبي معضلة مزدوجة: فهو يسعى لتحسين العلاقات مع بيونغ يانغ، التي تعزز قدراتها العسكرية وتوطد تحالفاتها مع روسيا، بينما يرفض زعيمها كيم جونغ أون التخلي عن ترسانته النووية. وكيم، حسب تصريحاته السابقة، منفتح على المحادثات مع واشنطن، لكن بشرط واحد: الاحتفاظ بسلاحه النووي، وهو ما يعرقل أي جهود دولية لتخفيف التوتر في المنطقة.
حذّر جيه-ميونغ من أن استمرار الوضع على هذا النحو سيؤدي إلى زيادة سنوية في عدد القنابل النووية، مع تقدم مستمر في صواريخ بيونغ يانغ العابرة للقارات، مما يجعل تهديدها غير قابل للتجاهل.
يبقى السؤال الأكبر والأخطر: هل سيتمكن المجتمع الدولي من ضبط هذا السباق النووي قبل فوات الأوان؟ أم أن العالم سيشهد تحوّل صواريخ كوريا الشمالية العابرة للقارات إلى شبح يهدد استقرار الكرة الأرضية بأكملها؟ مع كل يوم يمر، يزداد الرهان على الحكمة الدولية، بينما تتصاعد تهديدات بيونغ يانغ، تاركة قادة العالم أمام اختبار حقيقي لقدرتهم على منع كارثة قد تغيّر موازين القوى في العالم.
26/09/2025