kawalisrif@hotmail.com

في الذكرى السنوية لاغتياله: حزب الله ينشر صورة لنصر الله قبل أيام من اغتياله

في الذكرى السنوية لاغتياله: حزب الله ينشر صورة لنصر الله قبل أيام من اغتياله

قبل عام بالتمام، هزّ اغتيال الأمين العام الأسبق لحزب الله حسن نصر الله لبنان والمنطقة بأسرها. الرجل الذي شكّل لعقود وجها مركزيا في الصراع العربي–الإسرائيلي رحل، تاركا فراغا سياسيا وتنظيميا كبيرا وأسئلة مفتوحة حول مستقبل الحزب ومعادلات الردع في المنطقة.

في الداخل اللبناني، انتقل القرار من سلطة الفرد الكاريزمي إلى قيادة جماعية تحاول الحفاظ على توازن هش داخل البنية التنظيمية. وعلى الحدود الجنوبية، تحوّل الجنوب إلى مسرح يومي للمواجهة مع إسرائيل منذ عملية “طوفان الأقصى”، في غياب القائد الذي عرف كيف يدير هذا الملف بحنكة ويوازن بين الرهانات العسكرية والسياسية.

إرث نصر الله لم يكن فقط في ترسانته العسكرية أو شبكة تحالفاته، بل تجسّد في رمزية وجدانية لدى أنصاره. خطبه، حضوره الميداني، وتضحياته الشخصية، لا سيما استشهاد نجله، صاغت صورة زعيم قريب من جمهوره، جعلت اغتياله محطة لتعزيز هذه الأيقونة في المخيال الشعبي.

سياسيا، شكّل اغتياله لحظة انهيار للمعادلات التي حكمت لبنان منذ حرب 2006، وفتح الباب أمام ضغوط دولية ومحلية لنزع سلاح الحزب، في وقت بدا أن الخطوط الحمراء التي كانت تحدد المواجهة مع إسرائيل قد تآكلت. ومع ذلك، أعاد الحزب ترتيب صفوفه وهيكلة وحداته، مستندا إلى الدعم الإيراني الذي يضمن له تماسكا نسبيا، رغم الفراغ الذي تركه غياب نصر الله داخل الطائفة الشيعية وتحلل التحالفات التقليدية للحزب.

وبالانتقال إلى السياق المغربي، يظل حزب الله ممثلا لتيار شيعي خارج السياق الوطني، يعارض الوحدة الترابية للمغرب ويدعم أطرافا مناوئة لمصالح المملكة في أقاليمه الجنوبية، بما في ذلك دعم البوليساريو. وهذا التوجه يتناقض مع رؤية المغرب للنظام السني المعتدل الذي يقوم على الوحدة الوطنية والاستقرار الداخلي، ويعمل على حماية البلاد من النفوذ الخارجي الذي يهدد سيادتها ومكتسباتها.

بعد عام كامل على غياب نصر الله، يظهر حزب الله اليوم في لبنان قوة مستمرة لكنها تواجه اختبارات جديدة. بين إرث القائد وضرورات الواقع الإقليمي، يبرز سؤال جوهري: هل سيكون اغتياله محطة انتقالية تعيد ترتيب المشهد، أم بداية لمرحلة أفول لهذه الظاهرة السياسية العسكرية؟

الاغتيال لم يكن نهاية الرجل فحسب، بل بداية مرحلة جديدة تتداخل فيها رهانات الطوائف، مصالح القوى الإقليمية، وضغوط القوى الكبرى. وفي المغرب، يظل السؤال قائما حول قدرة الدولة على مواجهة تأثير هذه القوى الخارجية، والحفاظ على نموذجها السني المعتدل كركيزة للاستقرار والوحدة الوطنية في مواجهة المشاريع المعادية للسيادة.

وبين ذاكرة الرمز وصرامة الواقع، يظل السؤال الأهم: هل سينجو حزب الله من آثار اغتيال قائده، أم أن التاريخ بدأ فعلا في طي صفحة نصر الله وكتابة سطور مرحلة أكثر تحديا في لبنان والمنطقة بأسرها، مع انعكاسات واضحة على المغرب وأمنه الوطني؟

27/09/2025

Related Posts