كشفت صحيفة إسبانية، استنادا إلى وثيقة سرية صادرة عن وكالة مراقبة الحدود الأوروبية “فرونتكس”، عن تحول جوهري في مسار الهجرة غير النظامية عبر غرب البحر الأبيض المتوسط، حيث بات الجزائريون يشكلون الغالبية الساحقة من الوافدين إلى السواحل الإسبانية، في وقت تراجع فيه بشكل لافت عدد المهاجرين المغاربة الذين ظلوا يتصدرون هذه الطريق خلال السنوات الماضية.
وبحسب المعطيات، فقد وصل ما بين يناير ويوليوز 2025 نحو 4099 جزائريا إلى شبه الجزيرة الإيبيرية، خاصة إلى جزر البليار، أي ما يفوق مجموع باقي الجنسيات مجتمعة، بينما لم يتجاوز عدد المغاربة 593 شخصا فقط، ليحلوا في المركز الثالث بعد الصوماليين (1190 مهاجرا). كما رصدت الوثيقة حضور جنسيات غير مألوفة في هذه الطريق، مثل مهاجرين من بنغلاديش وباكستان. أما الأرقام المحدثة حتى شتنبر الجاري فتشير إلى وصول 5503 مهاجرين على متن 296 قاربا، أغلبهم جزائريون، بزيادة 70 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وسط مآس إنسانية تمثلت في انتشال 44 جثة وبقاء 15 شخصا في عداد المفقودين.
هذا التحول الاستراتيجي في خريطة الهجرة غير النظامية أثار تساؤلات حول العوامل التي قلّصت حضور المغاربة مقابل صعود الجزائريين، سواء نتيجة تشديد الإجراءات الأمنية أو بفعل تغيرات اجتماعية واقتصادية داخل البلدين. وفي مواجهة هذه الموجة، أعلنت السلطات الإسبانية منتصف شتنبر حالة “طوارئ هجرة” في جزر البليار، ورصدت 6.75 مليون يورو لتعزيز المساعدات الإنسانية، إلى جانب تمديد التعزيزات الأمنية للحرس المدني والشرطة الوطنية حتى نهاية أكتوبر. ووفق ما أوردته “كواليس الريف”، فإن هذه الأرقام تؤكد أن الجزائر أصبحت المصدر الأول للهجرة غير النظامية نحو إسبانيا خلال سنة 2025، في تحول غير مسبوق لمسار ظل تاريخيا مغربيا بامتياز.
27/09/2025











