kawalisrif@hotmail.com

وكالة تهيئة بحيرة مارشيكا بالناظور … مشروع ملكي عالق بين البيروقراطية والفشل !!

وكالة تهيئة بحيرة مارشيكا بالناظور … مشروع ملكي عالق بين البيروقراطية والفشل !!

كان يفترض أن يشكل مشروع تهيئة بحيرة مارشيكا بالناظور قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بجهة الشرق، وأن يحول البحيرة إلى وجهة حضارية وسياحية تليق بمكانة المنطقة. لكن بعد سنوات من الإعلان عن هذا الورش الملكي، لم يتحقق من الوعود سوى القليل، فيما الواقع يكشف مشروعاً متعثراً غارقاً في الفساد والبيروقراطية، ومؤسسة غائبة عن الميدان كأن الناظور مجرد ملحق إداري للرباط.

منذ تعيين المديرة العامة الحالية للوكالة لبنى بوطالب قبل حوالي سنتين ، ظل المشهد كما هو : تصاميم مجمّدة، مشاريع مؤجلة، استثمارات تائهة، ومواعيد تتغير كما لو كانت نشرات جوية. نهاية مارس، ثم يوليوز، ثم 2025 … والنتيجة إلى اليوم ركود وغموض، دون أثر لرهانات التنمية التي بشّر بها المشروع في بدايته.

الوثائق والمراسلات التي وجهتها الغرفة الجهوية للتحارة والصناعة والخدمات، وممثلو المستثمرين إلى الوكالة لم تتلق سوى أجوبة إنشائية تكتفي باستعادة تاريخ البحيرة، وكأن الساكنة في حاجة إلى محاضرات نظرية بدل حلول عملية. الأخطر أن إحدى هذه المراسلات انتهت فوق مكتب رئيس الحكومة ، للنظر في واقع الحال المزري بوكالة مارشيكا ، بينما المشروع الملكي يترنح على حافة الفشل.

تجميد تصميم التهيئة (PAS) أوقف العشرات من المشاريع الاستثمارية وتسبب في خسائر بملايين الدراهم من المال العام. كما أن غياب الشفافية في طلبات العروض أدى إلى إقصاء مستثمرين محليين وأجانب، من بينهم الفاعل الاقتصادي هشام الصغير الذي استوفى جميع الشروط القانونية دون أن يُمنح فرصة المنافسة. يضاف إلى ذلك تدهور بيئي يهدد التوازن الإيكولوجي للبحيرة، مقابل صمت الوكالة وتجاهلها لأي تدخل استباقي.

المشهد على الأرض يزيد قتامة: ألعاب مهترئة، مرافق مغلقة، مساحات جافة، وبنية تحتية لا تعكس حجم الأموال المصروفة. أما مكتب الدراسات البلجيكي الذي رُوّج له كحل سحري، فلم يقدّم سوى المزيد من التعقيد، فيما الكفاءات الوطنية مهمشة على الهامش. حتى أفراد الجالية المغربية بالخارج الذين زاروا المنطقة صيفاً لم يخفوا صدمتهم من واقع مشروع استهلك المليارات ليترك وراءه بحيرة باهتة ومشاريع معلقة.

اليوم، وبعد كل هذا التعثر، لم يعد أمام وكالة مارشيكا سوى خيار واحد: إما مراجعة جذرية لأسلوب عملها يعيد الثقة لهذا المشروع الملكي، أو القبول بأن يتحول الموقع إلى شاهد أثري على فشل التدبير الإداري في المغرب . وفي حال اختارت الاستمرار على هذا النهج، فلن يبقى للزوار سوى التقاط صور تذكارية لمعلم يُختزل في عنوان واحد: أكبر متحف مفتوح للوعود المؤجلة في الشرق المغربي.

29/09/2025

Related Posts