تعيش أفغانستان، لليوم الثاني على التوالي، حالة غير مسبوقة من العزلة الرقمية بعد أن أقدمت سلطات طالبان على تعطيل شبكة الألياف البصرية، مما أدى إلى توقف شبه كامل لخدمات الاتصالات والإنترنت في مختلف أنحاء البلاد. وأفادت منظمة “نتبلوكس” المتخصصة في مراقبة الإنترنت بأن معدل الاتصال الوطني هبط إلى أقل من 1% من مستواه الطبيعي، مؤكدة أن ما يحدث يمثل انقطاعا شاملا ومتعمدًا.
ويأتي هذا القرار في إطار سلسلة من الإجراءات التي بدأتها الحركة منذ مطلع شتنبر، حيث شملت ولايات عدة شمالا وجنوبا بحجة “مكافحة الرذيلة”، وفق ما أعلنه مسؤولون محليون. ومع حلول ليلة الاثنين-الثلاثاء، أخذت الإشارات تضعف تدريجيا حتى اختفت كليا، تاركة ملايين الأفغان دون وسيلة للتواصل أو تسيير أعمالهم. وقال نجيب الله، وهو تاجر في كابول، إن الأسواق أصابها الجمود التام، مضيفا: “نحن عميان من دون هواتف وإنترنت، كل شيء متوقف وكأنها عطلة إجبارية”.
وتشير التقديرات الرسمية إلى أن ما بين ثمانية إلى تسعة آلاف عمود اتصالات جرى تعطيلها، وهو ما انعكس على مختلف القطاعات الحيوية من مصارف وجمارك وخدمات عامة. وأكدت مصادر حكومية أن التعليق سيستمر “حتى إشعار آخر”، بينما أبدى العديد من الأفغان في الداخل والخارج قلقهم الشديد من فقدان الصلة بأسرهم. ويذكر أن شبكة الألياف البصرية، التي تمتد لأكثر من 9300 كيلومتر، اعتُبرت منذ مطلع الألفية الثالثة رافعة أساسية لتقريب البلاد من العالم، قبل أن تتحول اليوم إلى أداة لعزلها عن محيطها، وفق ما أوردته كواليس الريف.
30/09/2025











