kawalisrif@hotmail.com

قرار بتحطيم عمارة “بوشعر” على كورنيش الناظور وتقليص طوابق بنايات أخرى

قرار بتحطيم عمارة “بوشعر” على كورنيش الناظور وتقليص طوابق بنايات أخرى

في قلب الناظور، حيث يفترض أن يكون الكورنيش نموذجاً للتنمية والحداثة، ظهرت فجوة عميقة بين القانون والواقع، بين حلم المدينة ومصالح اللوبي العقاري. اليوم، تنهار صورة المدينة النموذجية أمام فضائح عمرانية صادمة، بعدما كشفت وزارة الداخلية عن تجاوزات جسيمة في ملفات رخص البناء.

تعيش وكالة مارتشيكا والناظور على وقع زلزال عمراني غير مسبوق، بعد سحب أكثر من 20 رخصة بناء إثر اكتشاف خروقات تهدد سلامة المشاريع والمواطنين، وكشفت مدى الفوضى التي تغرق فيها المدينة منذ سنوات.

اللجنة المركزية للتفتيش لم تكتف بالمراجعة الشكلية للملفات، بل أظهرت حجم التجاوزات الصادمة:

عمارة القضاوي على الكورنيش بـ 10طوابق قرب سيدي علي، المملوكة للمقاول “بوشعر”، بنيت بدون رخصة، واعتمدت خرسانة غير صالحة لمقاومة مياه البحر، مما حوّلها إلى خطر داهم على سكان المنطقة.

مشاريع أولاد مولود بالكورنيش كذلك ومجموعة النهضة تقرر تقليص طوابقها بعد ثبوت تلاعب في التصميم والمخططات، في خرق صارخ للقوانين العمرانية.

بنايات تابعة للمدعو جمال بوليزاريو بتجزئة المطار وعمارة وسط الناظور لمسؤول بجماعة بني أنصار ، كشفت تداخل المصالح والزبونية مع السياسة المحلية، ما يعكس حجم الفساد الممتد في مفاصل المدينة.

الكارثة الأكبر أن بعض العمارات أقيمت على الملك العام مباشرة، ما استدعى أوامر بالهدم الفوري، في خطوة نادرة تعكس مدى جدية السلطات. هذه الإجراءات لا تقتصر على الزجر القانوني، بل تحمل رسالة صارمة لكل من تسول له نفسه اختراق النظام العمراني في الناظور.

لكن، وسط كل هذه القرارات الصارمة، يبقى السؤال الأكثر إيلاماً: هل هذه الإجراءات بداية فعلية لتطهير المدينة من مافيا العقار، أم مجرد مسرحية إعلامية تهدف إلى إخماد غضب المواطنين مؤقتاً ؟

الناظور اليوم على مفترق طرق: بين مستقبل يحمي القانون والمصلحة العامة، أو استسلام للفوضى التي قد تحول كورنيش مارشيكا إلى مسرح دائم للفساد والخراب. والمفارقة المريرة أن من يحكم المدينة ويُفترض أن يراقبها، هم أنفسهم أبطال هذا المشهد الدرامي، فهل ستتغير الأمور قبل أن تنهار كل القواعد؟ أم أن الصمت سيسيطر والخراب سيستمر؟

30/09/2025

Related Posts