اعتبر النقيب عبد الرحيم الجامعي، الرئيس السابق لجمعية هيئات المحامين بالمغرب، أن ما تشهده الشوارع من تعاطي أمني مع احتجاجات جيل Z يعكس توجهاً خطيراً يقوم على القمع بدل الاستماع للشباب. وأوضح أن هؤلاء المحتجين خرجوا بشكل سلمي للتعبير عن رفضهم للفساد والاستغلال الذي أنهك حياتهم وآمالهم، غير أن الرد الرسمي جاء عبر الاعتقالات والعنف، في مشهد يذكر بالحراكات الشعبية السابقة وما خلفته من جراح عميقة.
الجامعي شدد في رسالة مفتوحة على أن تعاطي السلطات مع هذه الحركة الاحتجاجية كشف عن فقدان ثقة جيل كامل في وعود الحكومات والسياسات العمومية، مشيراً إلى أن الخطاب الصادق والحوار الجاد وحدهما كفيلان بتجنب الانهيار الاجتماعي. وحذر من العودة إلى أساليب الماضي، معتبراً أن تبرير الغضب الشبابي بكونه “مستورداً من الخارج” محاولة للهروب من المسؤولية، وأن استعمال القضاء كغطاء للاعتقالات يقوض العدالة ويضر بسمعة المؤسسات.
كما دعا الجامعي المسؤولين إلى الاعتراف بفشلهم في القطاعات الحيوية كالتعليم والصحة والعدالة، محملاً إياهم تبعات الإحباط المتزايد وسط الشباب. وأكد أن ما تبقى من خطاب رسمي وأحزاب سياسية لم يعد يقنع المواطنين، بعدما سقطت وعود التنمية ومحاربة الفساد، ليُستبدل الأمل بالخيبة، والشغف بالاحتقار، وهو ما يجعل أي دعوة للمشاركة السياسية أو التصويت فاقدة للمصداقية في نظر جيل غاضب يبحث عن التغيير الحقيقي.
01/10/2025
