تشهد مدن مغربية عدة منذ أيام مشاهد غير مسبوقة من الغليان الشعبي، بعدما تحولت احتجاجات مطلبية يقودها شباب “جيل Z” للمطالبة بإصلاح التعليم والصحة، إلى مواجهات عنيفة طالت الممتلكات العامة والخاصة، وأشعلت الشارع المغربي غضباً وقلقاً في آن واحد.
فمنذ يوم السبت الماضي، لم تهدأ موجة التظاهر التي استمرت أربعة أيام متتالية، قبل أن تنفجر أحداث شغب خطيرة ليلة الثلاثاء شملت رشق رجال الأمن بالحجارة، تخريب سيارات، بل وإحراق ممتلكات عمومية، فيما سجلت إصابات في صفوف المواطنين ودهس شاب بوجدة من طرف سيارة الشرطة .
هذا الوضع المتأزم دفع الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران إلى توجيه نداء عاجل إلى من وصفهم بـ”العقلاء” وسط صفوف المحتجين، محذراً من انزلاق البلاد نحو المجهول. وقال بنكيران بلهجة لا تخلو من التحذير:
“أتفهم غضب الشباب وحقهم المشروع في الاحتجاج، لكن أي تجاوزات قد تفتح أبواباً خطيرة لا تُحمد عقباها.”
وأضاف أن الأيام الثلاثة الأولى مرت بسلمية، غير أن ما تلاها كان صادماً، بعدما تحولت المظاهرات إلى مواجهات مفتوحة مع قوات الأمن، واتسعت رقعتها لتشمل مدناً مغربية مختلفة، في مشهد يؤشر على أزمة اجتماعية متفجرة قد تعيد رسم معادلات الشارع السياسي.
01/10/2025