kawalisrif@hotmail.com

الحسيمة :  جماعة بني بوفراح تفشل في عقد دورة أكتوبر بسبب عبثية الرئيس

الحسيمة : جماعة بني بوفراح تفشل في عقد دورة أكتوبر بسبب عبثية الرئيس

جماعة بني بوفراح بالحسيمة لم تعد تحتاج إلى معارضة أو أغلبية لتُعرّي واقعها؛ فقد تكفّل أعضاؤها، بأقدامهم هذه المرة، بمقاطعة الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025 المنعقدة ، بعدما حضر فقط ثمانية أعضاء من أصل ثمانية عشر، ليتركوا الرئيس أشرف أولاد عبد الله يواجه مقاعد فارغة وفضيحة سياسية مدوّية. مشهد أقرب إلى جنازة انتخابية منه إلى دورة جماعية، وكأنهم يعلنون للعالم: “هنيئًا لكم بجماعة مشلولة ورئيس خارج الخدمة.”

الدورة التي كان يُفترض أن تناقش ملفات مالية وتنموية مصيرية، من عجز ميزانية يهدد بالانهيار، إلى طرق تحولت إلى “ملاعب وحل”، ونقل مدرسي يجرّ التلاميذ كالأمتعة، وانتهاكات صارخة في استغلال الملك العام.. سقطت في الماء، ليس لغياب النصاب القانوني فحسب، بل لأن النصاب السياسي والأخلاقي قد تبخر منذ زمن بعيد.

الرئيس، الذي رُوّج له يومًا كوجه إصلاحي، صار اليوم محاصرًا بكم هائل من الاتهامات: فواتير محروقات تُصرف كأنها شيكات سفر مفتوحة بين طنجة وبني بوفراح، إدماج الأقارب والأتباع في لوائح الإنعاش الوطني (العمال العرضيين) كما لو أنها “وكالة تشغيل عائلية”، وقرارات تُطبخ في الكواليس بعيدًا عن أي نقاش جماعي. كل ذلك صار مادة للتندر في المقاهي، و”فرجة سياسية” على صفحات الفيسبوك.

المقاطعة لم تكن مجرد غياب بروتوكولي، بإستثناء بعض المستشارين المستفيدين من ريع التوظيفات المؤقته لأقاربهم … بل صفعة سياسية مدوية قلبت الطاولة على رئيس يصرّ على تسيير جماعة بعقلية “الشركة”، حيث الولاء أهم من الكفاءة، والمزاج أهم من القانون. أما المواطن البسيط، فصار الضحية الأولى: خدمات غائبة، مشاريع معلقة، وأحلام تنمية تُجهز عليها حروب الكراسي.

وحدها المعارضة نجحت في تحويل المعركة من جدران قاعة المجلس إلى ساحة مفتوحة على الرأي العام، لتتحول جماعة بني بوفراح إلى مسرح صراع مكشوف، عنوانه: “ديمقراطية محلية بنكهة العبث.” والسؤال الفضيحة: هل يتجرأ المجلس على ممارسة رقابة حقيقية على رئيسه، أم أن الأمر سينتهي بتدخل سلطات الوصاية كما ينتهي كل فيلم رديء بإطفاء الأضواء فجأة؟

الواقع أن بني بوفراح اليوم تدفع ثمن تسيير عبثي يلتهم المال والزمن ويقتل أي حلم في التنمية. رئيس معزول، مجلس مقاطع، وساكنة محاصرة بين فساد محلي وصمت رسمي. النتيجة؟ ديمقراطية معلولة، مؤسسة مشلولة، ومصير منطقة كاملة يُدار بعقلية “المزرعة السعيدة”.

لكن الأخطر ليس في عبثية المشهد فحسب، بل في تطبيعنا معه: حين يصبح الفساد خبزًا يوميًا، والزبونية قاعدة، والاستبداد قاعدة لعب.. وحين لا تعود الساكنة تنتظر سوى “الوصاية” لإنقاذ ما تبقى من بقايا مؤسسة كان يفترض أن تمثلهم.

الخلاصة المرّة في جماعة بني بوفراح لم تسقط فقط دورة عادية للمجلس، بل سقطت معها آخر أوراق التوت عن تجربة ديمقراطية محلية تحولت إلى مسرحية هزلية، بطلها رئيس يبحث عن الولاء، وضحيتها مواطنون عالقون بين وعود كاذبة وأحلام ميتة.

02/10/2025

Related Posts