افتتح الذهب شهر أكتوبر على وقع ارتفاعات جديدة، واصل بها مسار الصعود المتسارع الذي بدأ منذ منتصف شتنبر، محطماً مستويات قياسية غير مسبوقة، وسط توقعات بأن يقترب سعره من 4000 دولار للأونصة مع نهاية العام. ووفق معطيات وكالة بلومبرغ، فإن المعدن الأصفر حقق مكاسب تجاوزت 48 في المائة منذ بداية 2025، متجهاً نحو أقوى أداء سنوي منذ 1979، مدفوعاً بتوقعات خفض الفائدة من طرف الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، وتداعيات الإغلاق الحكومي بالولايات المتحدة، التي خلقت حالة من الترقب لدى المستثمرين.
في المغرب، عبّر إدريس الهزاز، رئيس الفيدرالية المغربية للصائغين، عن قلق المهنيين من حالة التردد التي تسيطر على السوق، مشيراً إلى أن السعر الحالي الذي يناهز 3800 دولار للأونصة تجاوز بكثير التوقعات السابقة. وأوضح أن الأسعار المحلية تُحتسب وفق سعر البورصة مضافاً إليه هامش يفرضه المزوّدون يناهز 10 في المائة، وهو هامش يتأثر بدوره بعمليات تهريب وتزويد غير قانونية تفاقم من تشوهات السوق. وانتقد ضعف تفاعل الجهات الرسمية مع مطالب المهنيين، مستحضراً بقاء دراسة أنجزت سنة 2019 حول إصلاح القطاع حبيسة الأدراج، في وقت ينتظر فيه الصاغة إصلاحات جبائية وجمركية ضمن مشروع قانون مالية 2026.
من جانبه، يرى الخبير المالي محمد عادل إيشو أن صعود الذهب يعكس تحولات عميقة في التوازنات النقدية العالمية، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية والمالية في الولايات المتحدة دفعت المستثمرين نحو الذهب كملاذ آمن. وأضاف أن هذه الدينامية أدت إلى إعادة هيكلة المحافظ الاستثمارية عالمياً، بينما انعكست محلياً على السوق المغربية التي تواجه هشاشة متزايدة بسبب غياب آليات تحوّط وتنظيم مؤسساتي. هذا الوضع أثر بشكل مباشر على سلوك المستهلكين الذين باتوا يؤجلون اقتناء الذهب أو يلجؤون إلى بدائل أقل كلفة، فيما اضطر عدد من المهنيين إلى تقليص الإنتاج أو التحول نحو تصاميم تستهلك كميات أقل من المعدن النفيس.
02/10/2025











