أصبحت العلاقة المعقدة بين الوضع المالي والرفاه النفسي محط اهتمام متزايد في الأبحاث الحديثة، التي تكشف أن تأثير المال لا يقتصر على مستوى الدخل فقط، بل يمتد ليؤثر بشكل مباشر في المزاج، القدرة على التركيز، وصنع القرارات اليومية. فالكثير من الأفراد يعيشون حالة توتر متواصل كلما ضاقت بهم الميزانية الشهرية، وهو ما يترجم إلى تراجع في الأداء المعرفي والشعور بعدم السيطرة على مجريات الحياة.
دراسات متعددة أبرزت أن الشعور بالنقص المالي يقترن بزيادة مستويات القلق والاكتئاب، لا سيما لدى الفئات ذات الدخل المحدود أو التي تعاني من هشاشة اجتماعية. كما أظهرت نتائج بحثية أن التعليم يمكن أن يكون عاملا واقيا يخفف من وطأة هذه الضغوط، بينما يشير ابتكار مقاييس علمية مثل Financial Scarcity Inventory إلى أن المعاناة المالية تحمل أبعادا نفسية أعمق من مجرد الأرقام، حيث تعكس فقدانا للإحساس بالأمان وتفسر فروقا واسعة في مستويات الصحة النفسية.
وفي السياق ذاته، أكدت ندى الفضل، أخصائية نفسية ومعالجة إكلينيكية، في تصريح لـ”كواليس الريف”، أن الضغوط المالية تترجم إلى أرق وصعوبة في النوم، وتؤدي أحيانا إلى سلوكيات غير صحية كالتدخين أو الأكل العاطفي. وشددت على ضرورة تبني استراتيجيات واقعية للتخفيف من هذه الأعباء، مثل إعادة تنظيم الميزانية، وتخصيص مبلغ احتياطي ولو بسيط لتعزيز الشعور بالأمان، فضلا عن الاعتماد على الدفع النقدي للحد من الإنفاق غير المراقب. كما أوصت بممارسات نفسية مساعدة تشمل الاسترخاء، النشاط البدني، والتواصل مع أشخاص داعمين، معتبرة أن هذه الخطوات تسهم بفعالية في تقليل حدة الضغط ومنع تفاقم الأعراض.
03/10/2025











