مرّة أخرى، يجد زعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز نفسه في مرمى الحقيقة، بعدما تجرّأ على تحويل حادثة تافهة إلى سيناريو دموي يُشبه أفلام الأكشن الرديئة. الرجل، المعروف بعشقه المرضي لشيطنة المغاربة والمسلمين، وقف في البرلمان الهولندي ليبثّ كذبة فجّة: “عاملة نظافة شابة وأم لطفلين تعرضت لاعتداء عنيف من عشرين مغربيًا.”
لكن الشرطة الهولندية، التي يبدو أنها سئمت من تصحيح أكاذيب هذا السياسي الخبيث ، خرجت ببيان رسمي لتقلب الطاولة عليه: لا اعتداء جماعي ولا عشرون مغربيًا ولا دماء على الأرصفة… القصة ببساطة لا تعدو خلافًا مروريا صغيرًا بين العاملة وسائق سيارة انتهى بصفعة واحدة وتبادل للشتائم. باختصار: “شجار جيران” لا أكثر.
الأدهى أن الشرطة أكدت أنّ تدخلها كان لحل النزاع في حينه، دون فتح قضية جنائية، لأن الحادث لا يستحق سوى خانة المخالفة البسيطة. لاحقًا فقط، قررت العاملة أن تتقدم بشكوى رسمية يوم 5 أكتوبر الجاري.
الغريب أنّ فيلدرز، الذي يهوى تسويق نفسه كـ”حامي أوروبا من المغاربة”، يتفنن في تفخيخ الأحداث العادية وتحويلها إلى وقود انتخابي رخيص. وما جرى هذه المرة ليس استثناءً، بل حلقة جديدة في مسلسل الكراهية الذي يقتات عليه الرجل منذ سنوات.
هكذا إذن… عشرون مغربيًا اختفوا فجأة مثل “سحر هولندي”، وتحولت المجزرة المتخيَّلة إلى صفعة عابرة. يبدو أن فيلدرز بحاجة ماسة لشيء من الخيال أقلّ هزلية، أو ربما لدروس في الرياضيات البسيطة حتى يتعلم الفرق بين “عشرين” و”واحد”. أما نحن، فنقترح عليه أن يشتري مرآة… ليتأكد أن أكبر معتدٍ على الحقيقة يقف أمامه كل صباح.
03/10/2025











