kawalisrif@hotmail.com

اختراق دبلوماسي غير متوقع بعد الهجوم الإسرائيلي في قطر يعيد خيوط المفاوضات حول حرب غزة

اختراق دبلوماسي غير متوقع بعد الهجوم الإسرائيلي في قطر يعيد خيوط المفاوضات حول حرب غزة

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية عن تفاصيل مثيرة حول خلفيات الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة، مشيرة إلى أن الواقعة شكّلت منعطفاً مفصلياً في مسار المفاوضات الرامية لإنهاء الحرب الدائرة في قطاع غزة.

وبحسب التقرير، فإن سلسلة من الاجتماعات المكثفة، التي جمعت مبعوث الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جاريد كوشنر، ووزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، إلى جانب مسؤولين من قطر والسعودية والضفة الغربية، كانت وراء الدفع بالملف نحو انفراج نسبي.

وقبل أيام من الهجوم، عقد ويتكوف اجتماعاً في منزله بميامي بحضور كوشنر وديرمر لصياغة إطار أولي لاتفاق سلام، دون أن يُبلّغ الجانب الأمريكي بعملية عسكرية مرتقبة. الهجوم، الذي جاء بشكل مفاجئ، أثار توتراً دبلوماسياً وغضباً داخل الدوائر المقربة من ترامب، حيث وصف ويتكوف تصرف إسرائيل بأنه “ليس تصرف صديق”.

بعد أيام قليلة، بادر رئيس الوزراء القطري بالاتصال بويتكوف، مقدّماً عرضاً جديداً لاستئناف النقاش حول مبادرة سلام، في وقت كانت فيه الأنظار تتجه نحو الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث اقترح ترامب عقد لقاء موسع مع قادة عرب ومسلمين لبحث خطة أمريكية جديدة تخص غزة.

ووفقاً للمصدر ذاته، رأى ترامب في المبادرة فرصة لتسجيل اختراق سياسي وإنهاء الحرب من خلال خطة شاملة تشمل وقف إطلاق النار، والإفراج عن الأسرى، وإطلاق مرحلة إعادة الإعمار. وتحولت المسودة الأولى، التي كانت تتضمن سبع نقاط، إلى وثيقة موسعة من 21 بنداً، جرى لاحقاً اختصارها إلى عشرة مبادئ أساسية قُدمت بشكل عام خلال اجتماع نيويورك في 23 شتنبر.

وخلال تلك اللقاءات، أكد ترامب للقادة العرب أنه مستعد للأخذ بمخاوفهم والتزامه بالضغط على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لمنع أي خطوات أحادية تتعلق بضم أراضٍ في الضفة الغربية. كما عُقدت اجتماعات موازية بين ويتكوف والسيناتور ماركو روبيو وعدد من الوزراء العرب لإدخال تعديلات إضافية على المسودة النهائية.

لكن الموقف الإسرائيلي ظل متحفظاً، إذ طالبت تل أبيب بإدخال تعديلات تتيح لها الحفاظ على حرية التحرك العسكري في غزة، وهو ما أضعف كثيراً من النقاط التي كانت محل توافق عربي. واستمرت المشاورات في كواليس فندق “لوس ريجنسي” بنيويورك حتى ساعات متأخرة، بمشاركة نتنياهو وكوشنر وديرمر وويتكوف، حيث ألغى نتنياهو عدة لقاءات رسمية للتركيز على النقاشات.

ووفق الصحيفة الأمريكية، فقد حذر عدد من القادة العرب والمسلمين قبل الإعلان الرسمي عن الخطة من أن الصيغة التي تم التوصل إليها لم تعد مطابقة للتفاهمات الأولى، ودعوا إلى تأجيلها، غير أن ترامب قرر المضي قدماً في طرحها كما هي، أملاً في تحقيق اختراق سياسي يمكن أن يفتح الباب أمام تسوية دائمة للنزاع.

ويرى مراقبون في الرباط أن التحركات الأخيرة تعكس عودة واشنطن إلى مقاربة “الصفقات السياسية” في التعاطي مع أزمات الشرق الأوسط، وسط غموض يلف الموقف الإسرائيلي وتباين في الرؤى العربية بشأن مستقبل غزة وإمكانية إعادة إطلاق مسار السلام وفق توازنات جديدة قد تُعيد رسم خريطة المنطقة.

05/10/2025

Related Posts