توفي الدبلوماسي الجزائري البارز أحمد طالب الإبراهيمي، وزير الخارجية الأسبق بين 1982 و1988، عن عمر ناهز 93 عاماً، وفق ما أعلن التلفزيون الحكومي. وترك الإبراهيمي إرثاً سياسياً ودبلوماسياً حافلاً، إذ ترشح لرئاسة الجمهورية في 1999 لكنه انسحب احتجاجاً على التزوير، ودعم الحراك الشعبي من أجل الديمقراطية، داعياً الجيش إلى الحوار مع المتظاهرين، حتى اعتُبرت صوره رمزاً للمرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية في الجزائر.
ولد الإبراهيمي في 5 يناير 1932 بقرية أولاد إبراهيم شرق الجزائر، في أسرة محافظة وعريقة، فهو نجل الشيخ البشير الإبراهيمي، أحد مؤسسي جمعية العلماء الجزائريين المناهضة للاستعمار الفرنسي. تلقى تعليمه الديني في الأسرة، ثم أتم دراسته الثانوية بتلمسان والتحق بكلية الطب في الجزائر العاصمة قبل أن ينتقل إلى باريس ويشارك في نشاطات الاتحاد الطلابي المسلم الجزائري، ما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات الفرنسية بين 1957 و1961.
بعد الاستقلال، بدأ الإبراهيمي مساره السياسي والدبلوماسي، حيث شغل منصب وزير التربية من 1965 إلى 1970، ثم وزير الإعلام حتى 1977، قبل أن يعين وزيراً للخارجية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد. وترك الراحل بصمة واضحة في الساحة الوطنية والدبلوماسية، إذ جمع بين حكمة السياسي ورصانة المثقف ووطنية المناضل، كما أشاد به الرئيس عبد المجيد تبون واصفاً إياه بشخصية وطنية ذات مكانة مرموقة.
05/10/2025