kawalisrif@hotmail.com

احتجاجات “جيل زد” بين مطلب الإصلاح ودعوات إسقاط الحكومة

احتجاجات “جيل زد” بين مطلب الإصلاح ودعوات إسقاط الحكومة

بعد مرور أسبوع على انطلاق احتجاجات “جيل زد” في عدد من المدن المغربية، بدأت تتضح ملامح المطالب الأساسية لهذه الحركة الشبابية التي رفعت منذ بدايتها شعارات تدعو إلى إصلاح قطاعي التعليم والصحة ومحاربة الفساد، قبل أن تتطور خلال التظاهرات الأخيرة إلى المطالبة برحيل حكومة عزيز أخنوش. ورغم أن هذا المطلب بدا مفاجئا للبعض، فإن المشاركين في الاحتجاجات شددوا في تصريحاتهم على أن هدفهم هو تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير خدمات عمومية تليق بالمواطنين وتضمن كرامتهم.

ويرى المحلل السياسي محمد شقير أن رفع شعار إسقاط الحكومة يعكس تحولا لافتا في مسار الحركة، لكنه في نظره لا ينسجم مع طبيعة المطالب الاجتماعية التي رفعتها منذ البداية. وأوضح أن هذا التصعيد قد يشير إلى وجود “اختراق سياسي” من أطراف معارضة فشلت في تمرير ملتمس الرقابة ضد الحكومة، معتبرا أن المطالبة بإقالة الحكومة تكتسي طابعا شعبويا يتعارض مع المقتضيات الدستورية. ودعا شقير إلى ضرورة حفاظ الحركة على استقلاليتها ووحدتها الداخلية، مبرزا أن تعدد التوجهات داخلها قد يفقدها الزخم الشعبي الذي حازت عليه، خاصة بعد بعض مظاهر الانفلات التي رافقت احتجاجات محدودة.

في المقابل، يرى الباحث في العلوم السياسية عبد الحفيظ اليونسي أن مطلب رحيل الحكومة ليس غريبا، إذ سبق أن تبنته هيئات سياسية ومدنية، معتبرا أنه “مطلب سياسي مشروع” يعبّر عن تحميل الشباب الحكومة مسؤولية تدهور الخدمات العمومية. وأضاف أن طبيعة هذا الجيل تتسم بالنزعة العملية والرغبة في تحقيق نتائج ملموسة دون انتظار طويل، مشيرا إلى أن سقف المطالب المرتفع لا يعني بالضرورة تسييس الحراك، بل يعكس وعيا متزايدا بضرورة التغيير. وأكد أن الدولة قد تجد في هذا الحراك فرصة لتصحيح المسار وتحسين جودة السياسات العمومية.

05/10/2025

Related Posts