هولندا تُحدث ثورة رقمية في رخص السياقة … والمغاربة المقيمون ضمن المستفيدين الأوائل

أمستردام – كواليس الريف  :

في خطوة تُعد من أبرز مظاهر التحول الرقمي في أوروبا، أعلنت الحكومة الهولندية عن إطلاق نظام جديد لتجديد رخص السياقة إلكترونياً بالكامل، دون الحاجة إلى التنقل إلى مقرات البلديات، وذلك ابتداءً من فاتح يناير 2027.

ويُنتظر أن يضع هذا التعديل حداً لإحدى أكثر الإجراءات الإدارية تعقيداً في هولندا، حيث سيتمكن السائقون من تجديد رخصهم بسهولة عبر المنصات الرقمية، في ظرف زمني قصير ومن منازلهم، وهو ما اعتبره مراقبون «قفزة نوعية» في مسار تبسيط الخدمات الإدارية.

السلطات الهولندية أوضحت أن مصلحة المرور (RDW) ستكون الجهة المشرفة على العملية الرقمية الجديدة، عبر نظام يربط بين قاعدة البيانات الوطنية والمصورين المعتمدين الذين سيرسلون الصور الرسمية مباشرة إلى النظام المركزي، بما يضمن دقة المعلومات وحماية الهوية الشخصية للمواطنين.

ورغم أن إصدار رخصة السياقة لأول مرة سيظل يتطلب الحضور الشخصي لأغراض التحقق من الهوية، فإن عملية التجديد ستصبح رقمية بشكل كامل، ما سيُخفف الضغط عن الإدارات ويُوفر الوقت والتكاليف على المواطنين.

وفيما لم تُفصح الحكومة بعد عن حجم التوفير المالي المنتظر، تُرجّح التقديرات أن تكون الخدمة الجديدة أقل كلفة من الإجراءات التقليدية، نظراً لتقليص الجهد الإداري وتقليل المعاملات الورقية.

ويُتوقع أن ينعكس هذا التغيير إيجاباً على الجالية المغربية المقيمة في هولندا، التي تُعد من أكبر الجاليات الأجنبية هناك. فالكثير من المغاربة العاملين أو الطلبة المقيمين كانوا يواجهون صعوبات في تجديد الرخص بسبب ضيق الوقت أو المسافة من مقرات البلديات، ما يجعل التحول الرقمي الجديد مكسباً حقيقياً لهم.

ويرى متتبعون أن هذا الإصلاح يندرج ضمن رؤية أوروبية شاملة لتسهيل الحياة اليومية للمواطنين والمقيمين، وتقريب الإدارة من المواطن، وهي فلسفة تشترك فيها العديد من الدول التي تراهن على الرقمنة كوسيلة للشفافية والنجاعة.

وبينما تواصل هولندا تطوير بنيتها الرقمية، يترقب المغاربة هناك دخول هذا القرار حيز التنفيذ، لما سيحمله من راحة إدارية ومرونة كبيرة في تدبير شؤونهم اليومية.