kawalisrif@hotmail.com

عزوف قياسي عن إدارة المستشفيات يكشف أزمة ثقة متجذرة في المنظومة الصحية

عزوف قياسي عن إدارة المستشفيات يكشف أزمة ثقة متجذرة في المنظومة الصحية

كشفت وثائق رسمية صادرة عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية عن عزوف مقلق للأطر الصحية عن الترشح لتولي مناصب المسؤولية في إدارة المستشفيات والمراكز الاستشفائية الجهوية والإقليمية. وأظهرت لوائح المترشحين أن العديد من المناصب ظلت شاغرة بسبب غياب أي مترشح أو لعدم استيفاء القلائل للشروط المطلوبة، وهو ما يعكس أزمة ثقة هيكلية بين الكفاءات الصحية والمنظومة الإدارية، ويبرز بيئة عمل طاردة تدفع الأطر إلى رفض الترقية وتحمل المسؤوليات.

وأوضحت المصادر أن العزوف شمل مختلف جهات المملكة، من الرباط والدار البيضاء إلى فاس ومراكش والمناطق الشرقية والجنوبية، ما جعل وزارة الصحة تضطر لإعادة فتح باب الترشح لشغل هذه المناصب. ويشير مراقبون إلى أن الوضعية المتردية للقطاع الصحي العمومي، من نقص في الموارد البشرية والمالية إلى ضعف البنية التحتية وشح المستلزمات الطبية، تجعل منصب إدارة المستشفيات فخاً يتهرب منه الجميع، حيث يتحمل المسؤول عبء مشاكل متراكمة مع سلطة محدودة وحماية قانونية ضعيفة، ما يجعله عرضة للضغط الاجتماعي والقانوني.

وأكد يونس البيض، نائب الكاتب الوطني للجامعة الوطنية لقطاع الصحة، أن هذه الظاهرة ليست حالات فردية بل نسق عام يعكس أزمة هيكلية عميقة، إذ أصبحت الترقية مرادفة للعقاب لا للمكافأة. وأوضح أن الحل لا يكمن في البحث عن متطوعين جدد، بل في إعادة هيكلة المنصب عبر منح المسؤول سلطة حقيقية لاتخاذ القرار، وتوفير غطاء قانوني وحوافز مادية ومعنوية، لتحويل المنصب من فخ يهرب منه الجميع إلى موقع قيادي يتنافس عليه أفضل الكفاءات.

06/10/2025

Related Posts