اعتبر المفكر والكاتب المغربي حسن أوريد أن موجة الغضب التي يظهرها ما يعرف بـ«جيل زد» ليست مجرد حدث عابر، بل تجسد أزمة عميقة في البنية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية للمغرب. وأوضح أوريد، في مقاله على موقع الجزيرة نت بعنوان «لماذا غضب جيل زد في المغرب؟»، أن الشباب الحالي نشأ في عالم رقمي منفتح، ولا يتأثر بالخطابات التقليدية أو الوسائط القديمة التي كانت الدولة تعتمدها لتمرير رسائلها، ما يفرض ضرورة اعتماد أدوات جديدة في التواصل معهم.
وأشار أوريد إلى أن هذا الجيل لا يعترف بالتراتبية القديمة ولا يخضع بسهولة لمنطق الوصاية السياسية أو الفكرية، وهو ما يجعل أساليب التعامل معه مختلفة تمامًا عن الأجيال السابقة. وأضاف أن الشباب يواجهون تحديات تتعلق بالانغلاق على الفرص، وعدم المساواة في التعليم والخدمات الصحية، وهو ما يفاقم شعورهم بالإقصاء ويضعف الثقة في المؤسسات الرسمية والنخب السياسية القائمة.
وربط المفكر الغضب الذي يعبر عنه الشباب بالازدواجية التي يعيشها المغرب بين «مغرب الواجهة» الذي يظهر في الخطب الرسمية والإعلام، و«مغرب الواقع» الذي يعاني من الفوارق الاجتماعية ومحدودية الفرص، معتبرًا أن هذه المفارقة الاجتماعية والسياسية عمّقت شعور جيل زد بالإحباط وأضعفت ارتباطه بالمسارات التقليدية للمشاركة المدنية والسياسية.
07/10/2025
