في مشهدٍ أقرب إلى أفلام الهروب الهوليودية منه إلى الواقع، نجا الملقّب “ولد عيسى” بأعجوبة من قبضة الأمن، بعد عمليةٍ محكمة نفّذتها عناصر مكافحة العصابات والشرطة القضائية، فجر الأحد ، في محيط طريق حاسي بركان، التابعة لمنطقة أولاد شعايب بجماعة سلوان.
فبينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي تضجّ بخبر “اعتقاله في كمينٍ محكم”، كانت الحقيقة مختلفة تماماً : لم يُعتقل “ولد عيسى” ، بل أحد أقاربه الذي تواجد صدفةً داخل المنزل المشبوه. أما هو، فقد نسج خيوط نجاته وسط طوق أمني بدا في لحظةٍ ما محكماً لا يُخترق.
وتفيد مصادر ميدانية لـ“كواليس الريف” أن العملية جاءت بعد أسابيع من التتبع الدقيق، واستهدفت أحد أخطر المطلوبين في قضايا التهريب الدولي للمخدرات، والمبحوث عنه منذ سنوات بموجب عدة مذكرات بحث وطنية.
غير أن ما لم تتوقعه العناصر الأمنية، هو أن “ولد عيسى” كان قد أعدّ مسبقاً منفذاً خفياً خلف المنزل، عبارة عن شباكٍ حديدي متين ظاهريا ، لكن كان هشا في واقع الأمر تحسبا لأي طارئ ، دفعه بسيارته القوية بسرعة البرق في لحظةٍ خاطفة، قبل أن ينطلق بشكل جنوني وسط زخّاتٍ من الرصاص الذي أطلقته الفرقة الأمنية .
ورغم المطاردة العنيفة لمسافة طويلة ، استطاع “البارون” — كما في كل مرة — أن يفلت بجلده وحيلته، تاركاً خلفه علامات استفهام أكبر من دخان عجلات سيارته.
المثير في الحكاية أن المنزل الذي كان يختبئ فيه “البارون” مملوك لعضوين بالمجلس الجماعي بالناظور ، اللذين أكدت مصادر محلية أنهما باعا الفيلا والضيعة لعم البارون ، في إنتظار إتمام الوثائق الإدارية .
أحد العضوين حاول، مراراً، الحصول على شهادة الأراضي غير المبنية، غير أن جماعة سلوان رفضت الطلب بدعوى أن الفيلا والمسبح المشيّدان فوق العقار غير قانونيين.
قبل أن يتمكن أحد مالكي الضيعة من أعضاء جماعة الناظور، ثلاثة أيام فقط من العملية، من استخراج شهادة إدارية تفيد بأنه هو من يكتري الفيلا لعم البارون ، دون أن يكون على علم بمن يستغلها .
08/10/2025
