اعتبر الأستاذ مصطفى اليحياوي، أستاذ الجغرافيا السياسية وتقييم السياسات العمومية بجامعة الحسن الثاني بالمحمدية، أن “جيل Z” في المغرب يمثل ما يمكن تسميته بـ”جيل التخمة الجيلية”، نظراً للوعي المتنامي بحقوقه واستعداده لمساءلة الدولة والمجتمع، واختراقه للحدود الثقافية التقليدية القائمة على السيادة القيمية والسياسية للدولة. وأضاف اليحياوي، خلال ندوة نظّمها قطاع المحاماة لحزب التقدم والاشتراكية لمناقشة احتجاجات الشباب، أن هذا الجيل يعيش في فضاء “عولمي مفتوح”، تتقاطع فيه القناعات والقيم في لحظات آنية، ما يجعل الحدود التقليدية للتواصل والمطالبة غير كافية لمواكبة ديناميته.
وأشار الأكاديمي المغربي إلى أن أول دراسة حول هذه الظاهرة على منصة “ديسكورد” أظهرت أن المنصة توفر بيئة رقمية عالية الانسيابية لتبادل المعلومات والأفكار بسرعة فائقة، بما يشبه “فيضانات المياه المتسربة”، ما جعل القوانين والمسطرة التقليدية عاجزة عن مواكبة هذا الإيقاع. وأضاف اليحياوي أن دعوات الاحتجاج التي أطلقها شباب “جيل Z” منذ 29 شتنبر الجاري، والتي دخلت يومها العاشر، تعكس مطالب إقالة الحكومة وإطلاق إصلاحات اجتماعية واقتصادية، خصوصاً في قطاعي التعليم والصحة، لتلبية الطموحات المتزايدة للجيل الجديد.
وأوضح اليحياوي أن هذه الاحتجاجات لا تقتصر على المطالب الفئوية أو البنى التحتية، بل تتجاوزها نحو مساءلة جودة السياسات العمومية نفسها، مع التركيز على ما يسميه الشباب “الولوجية”، أي الحق الفعلي في الوصول إلى الخدمات العمومية الجيدة. وختم الأكاديمي تصريحاته بالتأكيد أن الإحساس بالظلم الاجتماعي، الناجم عن معاملة غير عادلة في المستشفيات العمومية أو المدارس، هو المحرك الأساسي للوعي الجديد الذي يعبر عنه شباب المغرب اليوم في الشارع.
08/10/2025
