في مشهد كروي استثنائي، يؤكد الإطار الوطني بادو الزاكي مرة أخرى أنه أحد أبرز العقول التدريبية في القارة السمراء، بعدما قاد منتخب النيجر، المصنف 122 عالمياً، لتقديم عروض قوية ومقنعة جعلته وصيفاً في مجموعة تضم المنتخب المغربي بكل نجومه وتجربته القارية.
ورغم تواضع الإمكانيات وضعف التجربة الدولية للاعبيه، نجح الزاكي في بناء فريق منسجم، مقاتل، ومنضبط تكتيكياً، يعتمد على الصلابة الدفاعية والروح الجماعية، ويُجيد قراءة خصومه بذكاء تكتيكي يليق بمدرب من طينة الكبار.
النتائج التي يحققها منتخب النيجر ليست ضربة حظ، بل ثمرة عمل رجل يعرف معنى التحدي والانتماء، ويؤمن بأن كرة القدم ليست بالأسماء بل بالعزيمة والإرادة. الزاكي أعاد رسم هوية كروية لمنتخب كان غائباً عن المشهد، ليصبح رقماً صعباً في التصفيات، ومنافساً يحظى بالاحترام داخل القارة الإفريقية.
وليس هذا النجاح وليد الصدفة، فالرجل الذي حمل قفازات المجد في الثمانينيات، كان دائماً مشروعاً وطنياً متكاملاً، ساهم خلال مسيرته في فتح الأبواب أمام العديد من المواهب المغربية، خاصة من منطقة الريف، للانضمام إلى تركيبة “أسود الأطلس”. كان الزاكي سبّاقاً إلى الإيمان بكفاءاتهم ومنحهم الثقة، قبل أن يتألقوا في سماء الكرة الوطنية والدولية، ليبرهن مجدداً على رؤيته التقنية الثاقبة وإيمانه بقدرة اللاعب المحلي على مقارعة الكبار.
وبينما يشق “أسود الأطلس” طريقهم بثقة نحو الأدوار المتقدمة، تقف الجماهير المغربية وقفة إجلال لاسم بادو الزاكي، المدرب الذي مهما ابتعد جغرافياً، يبقى قريباً من القلوب بحضوره، بأخلاقه، وبعشقه الأبدي للمغرب.
بادو الزاكي ليس مجرد مدرب، بل أسطورة مغربية حيّة، كتب اسمه بأحرف من ذهب كأحد أفضل حراس العالم ، ويواصل اليوم كتابة فصل جديد من التميز فوق خط التماس. رجل المواقف الصعبة وصوت الوطنية الخالدة في الملاعب الإفريقية.
09/10/2025