تشهد الحدود الشمالية للمملكة المغربية حالة استنفار أمني قصوى، بعدما تناقلت منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة مقاطع فيديو مثيرة تدعو إلى اقتحام جماعي لمدينتي مليلية وسبتة ، في خطوة وُصفت من طرف مصادر عليمة بأنها “محاولة خطيرة لتأجيج الفوضى واستهداف استقرار المنطقة”.
ووفق المعلومات التي توصلت بها كواليس الريف، فقد رفعت السلطات المغربية حالة التأهب إلى الدرجة القصوى على امتداد الشريط الحدودي الفاصل بين بني أنصار ومليلية ، وبين لفنيدق وسبتة ، حيث نُشرت تعزيزات أمنية واستخباراتية مكثفة في مختلف النقاط الحساسة بكل من الناظور ومليلية من جهة، والفنيدق وسبتة من جهة أخرى.
وشوهدت تحركات مكثفة لعناصر القوات المساعدة والدرك الملكي والأمن الوطني في محيط المعابر الحدودية، بالتنسيق مع وحدات الاستعلامات الميدانية، وذلك لرصد أي مؤشرات لتحركات مشبوهة أو محاولات تسلل جماعي، خاصة بعد تزايد الدعوات التي تستغل حالة الغليان الاجتماعي التي عبّر عنها شباب “جيل زد” خلال الأسابيع الأخيرة.
وأكدت المصادر ذاتها أن المصالح الأمنية فتحت تحقيقات معمقة تحت إشراف النيابات العامة المختصة، لتحديد هوية الجهات أو الأفراد المتورطين في نشر المقاطع التحريضية، مشيرة إلى أن الفرق المختصة في الجريمة الإلكترونية شرعت في تتبع الخيوط التقنية للحسابات التي بثت هذه النداءات، من أجل كشف أي ارتباطات محتملة بشبكات للهجرة غير النظامية أو جهات معادية تسعى لزعزعة الأمن الداخلي.
وتأتي هذه التطورات في ظرف إقليمي حساس، يتزامن مع تصاعد الضغوط الاجتماعية والاحتجاجات الشبابية في عدد من المدن المغربية، ما يجعل السلطات تتعامل مع الموضوع بمنطق استباقي صارم لتفادي أي انزلاق أمني أو استغلال للمطالب الاجتماعية في مشاريع مشبوهة.
وفي المقابل، شددت مصادر مسؤولة على أن الأمن المغربي في جاهزية تامة للتصدي لأي محاولة للمساس بالسيادة الوطنية، مبرزة أن التعامل مع مثل هذه الدعوات سيكون حازماً وفي إطار القانون، مع مواصلة العمل على ضمان أمن المواطنين وحماية الحدود من أي تهديدات محتملة.
ويؤكد مراقبون أن الاستراتيجية المغربية الجديدة في تدبير الملف الحدودي تمزج بين الصرامة الأمنية والتتبع الاستخباراتي الدقيق، إلى جانب التحصين الاجتماعي والاقتصادي للمناطق الحدودية، لتفادي أي استغلال خارجي أو داخلي لحالة الاحتقان لدى الشباب المغربي.
09/10/2025