جدد الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون تشبث بلاده بموقفها التقليدي من قضية الصحراء، الرافض لمغربية الأقاليم الجنوبية والداعم لأطروحة جبهة البوليساريو، مؤكداً أن الجزائر لن تقبل بأي حل “مفروض من الخارج”. وأوضح تبون، خلال كلمة ألقاها في مقر وزارة الدفاع الجزائرية، أن بلاده مستعدة للقبول بأي تسوية توافق عليها جبهة البوليساريو، في إشارة غير مباشرة إلى الضغوط الدولية المتزايدة التي تواجهها الجزائر من أجل الانخراط في حل سياسي واقعي ومتوافق عليه، يتماشى مع مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب تحت سيادته، والتي تحظى بتأييد واسع من القوى الكبرى باعتبارها الحل العملي والدائم للنزاع.
ويأتي خطاب تبون في لحظة دبلوماسية دقيقة، تزامناً مع التحركات المكثفة داخل مجلس الأمن الدولي استعداداً لتجديد ولاية بعثة “المينورسو” نهاية أكتوبر الجاري، وسط توافق دولي على ضرورة الدفع نحو تسوية سياسية قائمة على الواقعية والتوافق. وفي سياق متصل، نفى الرئيس الجزائري وجود أي علاقة بين استمرار إغلاق الحدود البرية مع المغرب وملف الصحراء، وهو تصريح اعتبره مراقبون محاولة لخفض حدة التوتر، خاصة بعد ورود تقارير عن وساطة سعودية محتملة تهدف إلى إعادة الدفء للعلاقات بين الرباط والجزائر بعد قطيعة دبلوماسية دامت منذ غشت 2021.
ويرى محللون أن تأكيد تبون على “رفض الحلول المفروضة” يعكس تحفظ الجزائر على الدينامية الجديدة التي يشهدها ملف الصحراء داخل مجلس الأمن، حيث تتجه أغلب المواقف الدولية نحو دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي بوصفه الإطار الأنسب للحل. كما يُظهر هذا الموقف إدراكاً متزايداً في الأوساط الرسمية الجزائرية لتقلص هوامش المناورة أمام جبهة البوليساريو، في ظل التحول الواضح في موازين المواقف الدولية لصالح المغرب، خاصة مع الموقف الأمريكي الثابت الذي يعتبر مبادرة الحكم الذاتي الحل الوحيد الواقعي للنزاع القائم.
11/10/2025
