في مشهد يثير الكثير من علامات الاستفهام ويكشف عن خلل في تدبير الشأن المحلي، ما تزال عدة سيارات اقتناها المجلس الإقليمي للناظور وصادق على تخصيصها لفائدة مجموعة من الجماعات الترابية خلال دورة شتنبر الأخيرة، مركونة منذ أسابيع قرب الملحقة الإدارية التابعة للملحة بحي المطار، دون أن تُسلَّم بشكل رسمي إلى الجهات المستفيدة.
وتتعلق هذه المركبات بسيارات مجهزة بآليات محاربة الحشرات والبعوض لفائدة جماعات الناظور، وبني شيكر، ورأس الماء، وقرية أركمان، إضافة إلى سيارة إسعاف موجهة إلى جماعة أفسو.
غير أن هذه التجهيزات، التي اقتنيت من المال العام، لم تُفعّل بعد في الميدان، رغم حاجة الساكنة الماسة إليها، خاصة في ظل ارتفاع درجات الحرارة خلال الشهور الأخيرة وما تسببه من انتشار للحشرات والبعوض في مناطق ساحلية وسكنية عديدة.
ويطرح هذا التأخير أسئلة ملحّة حول أسباب عدم تنفيذه رغم مرور أسابيع على المصادقة عليه، وهل هو مشكل إداري أم خلاف في الرؤية بين مكونات المجلس والسلطات المختصة ؟
وفي السياق ذاته، ما تزال نقطة أخرى تثير الجدل داخل المجلس الإقليمي، وتتعلق بسيارات النقل المدرسي الجديدة. فبينما قرر المجلس مبدئيًا تخصيصها للجمعيات النشيطة في المجال، رأت السلطات المختصة أن الأصل هو توجيهها إلى الجماعات الترابية نفسها لضمان استدامة الخدمة وتأمين مراقبة وتدبير أكثر تنظيمًا.
هذا الاختلاف في الرأي بين المؤسستين جعل المشروع يراوح مكانه، مما يحرم عددًا من التلاميذ في العالم القروي من وسيلة نقل ضرورية تضمن لهم حقهم في التمدرس في ظروف لائقة..
وتأمل ساكنة الإقليم أن تتحرك الجهات المعنية لتفعيل هذه المشاريع في أقرب الآجال، وأن يتم تجاوز مظاهر الجمود والتأجيل، حتى تستفيد الجماعات الترابية من التجهيزات التي اقتنيت لفائدتها، في احترام تام لمبادئ النجاعة .
