كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد… خرجت أمس السبت، 11 أكتوبر 2025، موجات من الشباب الجزائري إلى الساحات في مشهد يعيد أصداء بدايات الحراك الشعبي، لكن هذه المرة بوجوهٍ جديدة ووعيٍ مختلف.
إنها “حركة جيل زد الجزائرية – GENZ213”، التي أعلنت في بيانها الثاني، الموسوم بـ“إعلان 2”، عن دعمها المطلق للمحتجين، مشيدةً بـ“شجاعة وإصرار الجيل الجديد” الذي قرر كسر الصمت والمطالبة بحياةٍ تليق بكرامة المواطن.
البيان لم يترك مجالاً للالتباس: الاحتجاجات ستتواصل، اليوم الأحد، في نفس الأماكن ونفس التوقيت (18:30)، تحت راية السلمية، لكن بنَفَسٍ أكثر تصميمًا.
ومنذ مطلع الأسبوع، كانت ولايات القبائل تعيش على إيقاع العصيان المدني غير المعلن.
من تيزي وزو إلى بجاية مرورًا ببومرداس، شُلّت المؤسسات التعليمية تقريبًا بالكامل، بعدما قاطع آلاف التلاميذ فصولهم الدراسية استجابةً لنداء الحركة.
خطوةٌ غير مسبوقة أطلقها جيلٌ وُلد بعد “العشرية السوداء” لكنه كبر وسط خيباتٍ متراكمة، فقرر أن يقول كلمته.
في الشوارع والفضاءات الرقمية على حد سواء، تتزايد الدعوات إلى توسيع رقعة الاحتجاجات لتشمل قطاعاتٍ أخرى، في وقتٍ تتفاقم فيه الأزمات المعيشية ويهتز فيه ما تبقى من الثقة بين المواطن والسلطة.
بين وعودٍ حكومية لم تُترجم، وواقعٍ اقتصادي خانق، يبدو أن الجزائر تقف على أعتاب موجة جديدة من الغليان الشعبي، عنوانها هذه المرة: جيلٌ يرفض أن يُدار بمفاتيح الماضي.
12/10/2025