وجّه المكتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحة بالحسيمة، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، انتقادات لاذعة للمسؤولين عن تدبير القطاع الصحي بالإقليم، متهماً إياهم بالتسبب في “الوضع الكارثي” الذي تعيشه المنظومة الصحية نتيجة ما وصفه بـ”التراجعات الخطيرة” في ظروف عمل الشغيلة وجودة الخدمات المقدمة للمواطنين. وأكد المكتب، عقب اجتماعه المنعقد يوم الجمعة 10 أكتوبر 2025، أن عملية تشكيل الفرق الإدارية ضمن المجموعات الصحية الترابية الجديدة تمت خارج الضوابط القانونية وبدون أي تشاور مع المهنيين، مما أفرز تعيينات ارتجالية لمسؤولين يفتقرون للكفاءة.
وأشار البيان، الذي توصلت “كواليس الريف” بنسخة منه، إلى أن القطاع الصحي بالإقليم يعيش حالة من التدهور غير المسبوق، تتجلى في الخصاص الحاد في الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، خاصة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس وعدد من المراكز الصحية القروية. كما حذر من تنامي موجة الاستياء بين الأطباء والممرضين بسبب ظروف العمل القاسية وسوء التدبير، مشيراً إلى أن المستشفى الإقليمي محمد السادس فقد بريقه وتحول إلى نموذج للفوضى والعشوائية، في ظل تزايد نية الأطباء الاختصاصيين في مغادرة الإقليم نتيجة انعدام التحفيز والدعم الإداري.
وانتقدت النقابة ما وصفته بـ“الفراغ الإداري والمالي” داخل المندوبية الإقليمية، حيث تُدار شؤون القطاع عبر سياسة “التكليف” لأشخاص غير مؤهلين وبدون رؤية تنظيمية واضحة. كما نددت بالتأخر الكبير في صرف التعويضات عن الحراسة والإلزامية، وبالاختلالات التي تطال صرف ميزانية البرامج الصحية، مطالبة بفتح تحقيق مركزي عاجل حول مظاهر سوء التدبير. ودعت النقابة المدير الجهوي لطنجة–تطوان–الحسيمة إلى التدخل العاجل لإيقاف التنقيلات العشوائية وتوفير الأطر الطبية الضرورية، مؤكدة استعدادها لخوض “معركة إصلاح شاملة” دفاعاً عن كرامة العاملين وعن الحق في خدمات صحية تليق بساكنة الإقليم.
12/10/2025