kawalisrif@hotmail.com

“الأباتشي المغربية” … تفوق جوي ونسرٌ فولاذي يغيّر قواعد اللعبة في سماء شمال إفريقيا

“الأباتشي المغربية” … تفوق جوي ونسرٌ فولاذي يغيّر قواعد اللعبة في سماء شمال إفريقيا

في خطوة توصف بأنها واحدة من أكثر محطات التحديث العسكري جرأة في تاريخ المغرب الحديث، خطف إدماج مروحيات “أباتشي AH-64E” الأضواء، بعد أن أكد موقع “ديفينسا” الدولي المتخصص في الشؤون الدفاعية، أن هذه الخطوة تشكل منعطفاً استراتيجياً يعيد رسم موازين القوة في المنطقة المغاربية.

لم تعد السماء نفسها فوق الصحراء المغربية… فهناك الآن أجنحة فولاذية قادرة على الضرب من خلف الأفق، والرؤية عبر العواصف الرملية، والتسلل بين التلال كصقرٍ مدجج بالنار والتقنية.

فـ”الأباتشي” ليست مجرد مروحية هجومية؛ إنها عقل إلكتروني قاتل، يجمع بين الذكاء الاصطناعي والفتك الدقيق. بمدفعها العملاق M230 عيار 30 ملم الذي يمطر أكثر من 600 طلقة في الدقيقة، وصواريخ Hellfire القادرة على اختراق أعتى الدروع، تفتح هذه الطائرة صفحة جديدة في تاريخ القوة الجوية المغربية.

يضاف إلى ذلك ترسانة من صواريخ APKWS الدقيقة التوجيه وصواريخ Stinger جو-جو، ما يمنحها مرونة تكتيكية هائلة ضد الأهداف الأرضية والجوية على السواء.

منظومة TADS/PNVS للرؤية الليلية والرصد الحراري تجعل الليل نهاراً، فيما يتولى الرادار الأسطوري AN/APG-78 Longbow مهمة تتبع 128 هدفاً في آنٍ واحد، واختيار الأكثر خطراً خلال ثوانٍ معدودة على مدى 16 كيلومتراً، لتنفذ الأباتشي بعدها نمط الهجوم الخاطف: “أطلق وانسَ”… من خلف الكثبان والتلال، وكأنها تضرب من العدم.

ولأن كل طائر يحتاج إلى قلبٍ قوي، فقد زُوِّدت الأباتشي بمحركين T700-701D يولدان أكثر من 4000 حصان، يمنحانها سرعة تقارب 300 كلم/س ومدى عملياتياً يصل إلى 480 كلم. الأهم من ذلك، قدرتها على التحليق بثباتٍ وسط الغبار والحرارة العالية في الصحراء، متصلة بشبكة Link 16 التي تسمح بتنسيق لحظي مع باقي الوحدات البرية والجوية — ما يحوّل ساحة المعركة إلى منظومة واحدة نابضة بالوعي القتالي.

ومع هذه القوة المدمرة، لا يغفل الخبراء التحديات. فكما أشار “ديفينسا”، فإن المروحيات تبقى عرضة لصواريخ الدفاع الجوي المحمولة، كما أن تكاليف التشغيل والصيانة مرتفعة، إذ تُقدر الصفقة بحوالي 4.25 مليار دولار تشمل التدريب والبنية التقنية.

لكن المغرب لا يشتري الحديد فقط، بل يزرع المعرفة. فوفق التقرير، تعمل المملكة على إنشاء قدرات محلية للصيانة والتأهيل بشراكة مع بوينغ، إلى جانب تطوير عقائد تكتيكية جديدة تناسب طبيعة الصحراء المغربية واحتمالات المواجهة مع جبهة البوليساريو أو غيرها.

في الميدان، ستتخذ الأباتشي أسلوب الطيران المنخفض التكتيكي (NOE)، مستفيدة من التضاريس الصحراوية لتقليل بصمتها الرادارية والبصرية. وفي مهام الإسناد الجوي القريب، ستكون العين الحامية للقوات البرية المغربية، تحلّق على ارتفاع منخفض، تضرب بسرعة، وتختفي قبل أن تُرصد.

ويذكّر التقرير الإسباني بأن هذا التطور ليس وليد الصدفة؛ فالمغرب سبق أن أدرك أهمية الدعم الجوي خلال حرب الصحراء، حين لعبت مروحيات غازيل دوراً حاسماً في معركة السمارة عام 1983. واليوم، تعود الروح نفسها في جسدٍ جديد — جسد الأباتشي الفولاذي.

في الختام، يرى “ديفينسا” أن المغرب لا يراكم السلاح لمجرد الاستعراض، بل يبني منظومة دفاعية ذكية ومتكاملة، تمزج بين التقنية والخبرة، لتجعل من القوات المسلحة الملكية لاعباً لا يمكن تجاهله في معادلة الأمن المغاربي والمتوسطي.

13/10/2025

Related Posts