خرج المئات من سكان إقليم تاونات، مساء أمس، في مسيرة احتجاجية حاشدة جابت شوارع قرية با محمد، مطالبة بالحق في الصحة والتعليم والتنمية وبنية تحتية تليق بالمواطنين. ويأتي هذا التحرك في إطار رابع محطة احتجاجية تنظمها لجنة نداء الكرامة، التي تشكلت بعد أول وقفة أمام المستشفى الإقليمي الذي تحول، في نظر السكان، إلى مجرد “نقطة عبور نحو فاس”.
ورفع المحتجون شعارات قوية ولافتات معبّرة تُدين التهميش وتطالب بإنصاف الإقليم، مؤكدين أن مطالبهم تتجاوز الخدمات الأساسية إلى تحقيق العدالة المجالية. وتأتي هذه الخطوة بعد سلسلة من التحركات الميدانية التي شملت وقفة أمام المستشفى، ومسيرة بمدينة تاونات، قبل أن تُمنع وقفة تيسة وتُنقل الاحتجاجات إلى الدوائر الأخرى بالإقليم.
لكن هذا الحراك لم يرق لبعض الأطراف السياسية؛ إذ شنت حسابات محسوبة على مسؤول إقليمي من حزب التجمع الوطني للأحرار هجمات رقمية ضد المحتجين، ووصفتهم إحدى التدوينات بـ”حفنة من المرتزقة والمبتزين”، وهي عبارات أثارت استياءً واسعًا، خصوصًا بعد تفاعل رئيس المجلس الإقليمي معها على صفحته الرسمية، في خطوة اعتبرها متتبعون “تصرفًا غير محسوب العواقب”.
كما تم تداول منشورات تصف المحتجين بـ”الأصابع” وتتهمهم بتنفيذ “أجندات غريبة”، مصحوبة بصورٍ تُظهر وجوه بعض المشاركين، ما اعتبره ناشطون انتهاكًا لحقوقهم ودافعًا للجوء إلى القضاء ضد ناشري تلك التدوينات.
في المقابل، أكدت لجنة نداء الكرامة تشبثها بمواصلة الاحتجاج السلمي، بعد فشل لقاء جمع بعض أعضائها بمقر العمالة، معتبرة في بيان توضيحي أن “ما حدث مناورة سياسية مكشوفة لا تليق بمستوى المسؤولية الإدارية والسياسية في معالجة قضايا المواطنين”.
13/10/2025