kawalisrif@hotmail.com

تهديد ديموغرافي من نوع آخر في قبرص… القطط تخرج عن السيطرة وتفوق البشر عددًا

تهديد ديموغرافي من نوع آخر في قبرص… القطط تخرج عن السيطرة وتفوق البشر عددًا

تبدو جزيرة قبرص الواقعة شرق البحر الأبيض المتوسط أمام أزمة بيئية وسكانية من نوع غير مألوف، بعدما دقّ مسؤولون ناقوس الخطر بشأن الانفجار الديموغرافي للقطط الذي بات ييتجاوز عدد سكان الجزيرة، مثيرًا قلق الخبراء والبرلمانيين والنشطاء على حد سواء.

ووفق التقديرات الرسمية، فإن عدد القطط يعادل عدد السكان أزيد من مليون قطة لمليون نسمة، بينما تؤكد جمعيات محلية أن الرقم الحقيقي أكبر بكثير، في ظلّ غياب إحصاءات دقيقة وضعف برامج السيطرة على التكاثر الحيواني.

السلطات القبرصية كانت قد أطلقت قبل سنوات برنامجًا محدودًا لتعقيم القطط بتمويل سنوي لا يتجاوز 100 ألف يورو، يشمل بالكاد 2000 عملية تعقيم، وهو ما وصفه الخبراء بأنه “قطرة في بحر” أمام الانتشار الواسع للقطط في المدن والمناطق الريفية.

وفي مواجهة هذا التحدي، أعلنت وزيرة البيئة ماريا باناجوتو عن مضاعفة التمويل الحكومي إلى 200 ألف يورو، في محاولة لاحتواء الظاهرة. غير أن الانتقادات البرلمانية سرعان ما تعالت، معتبرة أن الإجراء “سطحي ومؤقت”، ويعكس عجز الحكومة عن بلورة رؤية بيئية شاملة ومستدامة.

رئيس لجنة جودة البيئة في البرلمان القبرصي لم يُخفِ تشاؤمه قائلاً: “لا يمكننا الاستمرار في تمويل عمليات التعقيم دون خطة وطنية واضحة… الأزمة لم تعد بيئية فحسب، بل أصبحت تمسّ التوازن الإيكولوجي العام للجزيرة.”

ويحذر علماء الأحياء من أنّ استمرار هذا الوضع قد يُفضي إلى إخلال بالنظام البيئي من خلال تناقص أعداد الطيور والزواحف الصغيرة، إضافة إلى مخاطر صحية وسياحية قد تمسّ صورة الجزيرة، التي تُعدّ من أبرز الوجهات في شرق المتوسط.

تاريخيًا، لطالما عُرفت قبرص بأنها جزيرة القطط منذ العصور القديمة، حيث ارتبطت هذه الحيوانات بالموروث الشعبي والديني، بل تحوّلت إلى رمز ووجه سياحي للبلاد. لكنّ هذا الحب التاريخي، كما يقول مراقبون، بات اليوم في مواجهة مباشرة مع واقع بيئي ضاغط، يستدعي حلولاً علمية عاجلة قبل أن تتحول المسألة إلى كارثة بيئية واجتماعية متكاملة الأبعاد.

14/10/2025

Related Posts