فضيحة “فيلا المخدرات” تزلزل سلوان : إعفاء قائدي الملحقتين الأولى والثانية وإلحاقهما بمقر عمالة الناظور !

في واحدة من أكثر القضايا غرابة وإثارة في إقليم الناظور، تفجّرت فضيحة مدوية هزّت أركان الإدارة الترابية بجماعة سلوان، بعدما قرر عامل الإقليم إعفاء قائدي الملحقتين الإداريتين الأولى والثانية، عقب تورطهما في التستر على فيلا شيّدت بطريقة غير قانونية بمنطقة أولاد شعيب على طريق حاسي بركان.

الفيلا، التي تعود ملكيتها لأحد أعضاء جماعة الناظور، تحوّلت في الخفاء إلى وكر لتهريب المخدرات بعد أن جرى تأجيرها لشخصٍ حوّلها إلى مستودع سري، قبل أن تُكشف القصة بالصدفة إثر عملية أمنية مثيرة نفذتها عناصر مكافحة العصابات والشرطة القضائية نهاية الأسبوع الماضي.

ورغم الخطة المحكمة التي وضعتها الأجهزة الأمنية، كانت المفاجأة صادمة: الهدف الرئيسي “ولد عيسى” أفلت من قبضة الأمن في مشهد هوليوودي حقيقي!

فبينما كانت مواقع التواصل الاجتماعي تتناقل خبر اعتقاله وسط تهليل واسع، كانت الحقيقة مختلفة تماماً — الموقوف لم يكن سوى أحد أقاربه الذي صادف وجوده في الفيلا المشبوهة، بينما كان “ولد عيسى” يشق طريقه إلى الحرية عبر منفذ سري أعدّه مسبقاً خلف المنزل.

بحسب مصادر ميدانية لـ”كواليس الريف”، فإن “ولد عيسى” — الملقب بـ”البارون” — استغل منفذاً حديدياً مموهاً، انطلق بسيارته رباعية الدفع بسرعة جنونية، وسط زخات من الرصاص أطلقها رجال الأمن في محاولة لإيقافه. ورغم المطاردة العنيفة، تمكن مرة أخرى من الإفلات، تاركاً خلفه سحباً من الغبار وأسئلة أكبر من الدخان الذي غطّى المكان.

الأخطر في القضية أن الفيلا التي لجأ إليها “البارون” مملوكة لعضوين في المجلس الجماعي للناظور، واللذين أكدت مصادر متطابقة أنهما باعا العقار لعمّ المتهم الرئيسي، دون استكمال الإجراءات القانونية.

إحدى المفاجآت أن أحد العضوين كان قد حاول مراراً الحصول على شهادة الأراضي غير المبنية، غير أن طلبه قوبل بالرفض بسبب عدم قانونية البناء والمسبح، قبل أن ينجح أحدهم من استخراج شهادة إدارية تؤكد أن الفيلا مؤجرة لعم البارون .

على خلفية هذه التطورات، كشف مصدر من سلوان ، أن عامل الإقليم، المعروف بنزاهته ، قرر إلحاق القائدين المعفيين بمقر العمالة دون مهمة رسمية، في انتظار اتخاذ الإجراءات التأديبية المناسبة، في وقتٍ يتصاعد فيه الغضب الشعبي والتساؤلات حول حجم التواطؤ والتراخي في مراقبة التعمير ومحاربة الجريمة بسلوان .

القضية، بكل تفاصيلها الملتبسة، لم تعد مجرد حادث أمني عابر… بل تحولت إلى زلزال إداري وسياسي يكشف عن شبكة خيوط تمتد من داخل الجماعة الترابية لسلوان إلى عالم التهريب والمخدرات، .