في تطور جديد يؤشر على استئناف الحركة التجارية بين المغرب ومدينة سبتة المحتلة، تم يوم الإثنين عبور شاحنة محمّلة بـ26,8 طناً من الرمال المغربية نحو المدينة، عبر المعبر التجاري بباب سبتة، في عملية أشرفت عليها الشركة الإسبانية “هوارس – كانتيسا”، وهي الثانية من نوعها منذ اختتام عملية “مرحبا” الصيفية.
وبحسب مصادر محلية، غادرت الشاحنة التراب المغربي عبر معبر تراخال حوالي الواحدة بعد الزوال، قبل أن تعود مساءً إلى سبتة وهي محمّلة بالرمال التي نُقلت مباشرة إلى مستودعات الشركة المستوردة لتُستخدم لاحقاً في مشاريع الأشغال والبناء.
وتُعد هذه العملية مؤشراً واضحاً على عودة النشاط إلى المعبر التجاري بعد فترة طويلة من التوقف، إذ أصبحت الرمال من أبرز السلع التي يتم استيرادها منذ إعادة فتح المعبر أمام حركة البضائع. ويعتبر متتبعون أن هذه الخطوة تُعبّر عن بداية مرحلة جديدة من التبادلات التجارية المقنّنة، في إطار سياسة الانفتاح التدريجي التي يسعى الطرفان إلى ترسيخها بعد سنوات من الجمود.
وأكدت مندوبية الحكومة الإسبانية في سبتة السليبة أن المعبر التجاري يعمل بشكل طبيعي، مشيرة إلى أن تنظيم عمليات نقل السلع يقع على عاتق رجال الأعمال المحليين، بينما تقتصر مهام السلطات على تسهيل الإجراءات وتقديم المساعدة عند الحاجة. وأضافت أن عمليات العبور تتم من الاثنين إلى الجمعة فقط، وتشمل حصرياً المواد الواردة في الدليل الرسمي الموجّه للفاعلين الاقتصاديين، مثل الفواكه والخضر والأسماك والرمال ومنتجات السيارات.
أما من جهة الصادرات نحو المغرب، فتقول المصادر إنها شبه منعدمة حالياً، فيما تظل الواردات محدودة في أصناف بعينها. ويشتكي عدد من رجال الأعمال المحليين من أن تجارة الأسماك لم تعد مجدية اقتصادياً بسبب ارتفاع تكاليف التخزين والنقل، وضعف حجم المبادلات بشكل عام.
ويرى مراقبون مغاربة أن عبور الرمال المغربية نحو سبتة وإن بدا خطوة تجارية تقنية، إلا أنه يحمل في طيّاته أبعاداً سياسية واقتصادية تعكس طبيعة العلاقة المركبة بين المغرب والمدينتين المحتلتين، في ظل مساعٍ لتجاوز مرحلة “الاقتصاد الرمادي” نحو تبادل تجاري منضبط يراعي السيادة المغربية ويحدّ من الفوضى التي كانت تميز المعبر في الماضي.
14/10/2025