بعد نحو ثلاثة عقود من الغياب، أعلن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN) رسميًا عن انقراض طائر الزريق رفيع المنقار، الطائر المهاجر الذي كان يشق السماء بين سيبيريا وسواحل شمال إفريقيا، بما فيها المغرب.
ويشكل هذا الإعلان ضربة قوية للعلماء وعشاق الطبيعة على حد سواء، إذ لم يعد هناك أي أمل في عودة هذا النوع النادر، بعد أن كانت آخر رصداته المؤكدة في المغرب عام 1995. ومنذ ذلك الحين، فشلت كل حملات المراقبة والرحلات البحثية في تسجيل أي ظهور للطائر.
يتجاوز خبر انقراض الزريق رفيع المنقار كونه مجرد فقدان نوع واحد، إذ يعكس تسارع فقدان التنوع البيولوجي على مستوى العالم. وقد حذّر العلماء مرارًا من أن مثل هذه الخسائر تؤثر على التوازن البيئي وتزيد هشاشة النظم الطبيعية، خاصة مع استمرار التغيرات المناخية والتدخلات البشرية المكثفة.
رغم ورود تقارير متفرقة عن رؤية محتملة للطائر في أوروبا الشرقية وحوض المتوسط، أكدت التحليلات الحديثة لمتحف التاريخ الطبيعي في المملكة المتحدة أن غالبية هذه المشاهدات كانت نتيجة خلط بين الزريق وأنواع طيور أخرى متشابهة الشكل.
يبقى المغرب، الذي شهد آخر ظهور مؤكد للزرّيق رفيع المنقار قبل نحو 30 عامًا، شاهداً على فقدان هذا النوع الفريد. ويعد هذا الحدث فرصة لتعزيز برامج حماية الطيور المهاجرة والنظم البيئية الساحلية، لضمان عدم تكرار مثل هذه الخسائر مع أنواع أخرى مهددة في المملكة وشمال إفريقيا.
انقراض الزريق رفيع المنقار ليس مجرد خبر محزن، بل نداء استيقاظ عالمي ومحلي للعلماء وصناع القرار والجمهور على حد سواء. فالطبيعة المهددة اليوم قد تكون غائبة غدًا، وإذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة لحماية الأنواع والموائل الطبيعية، قد تتحول الخسائر البيئية من حالات فردية إلى كارثة شاملة تهدد مستقبل التنوع البيولوجي.
14/10/2025