يستعد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، لزيارة رسمية إلى باريس يومي 22 و23 أكتوبر الجاري، في إطار سلسلة من المشاورات الدبلوماسية حول نزاع الصحراء الغربية، حيث سيلتقي نظيره الفرنسي جان-نويل بارو لمناقشة تحديث خطة المغرب للحكم الذاتي لعام 2007. وتأتي هذه الزيارة بعد سلسلة من الاتصالات الثنائية المكثفة بين الرباط وباريس، عقب عرض الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته للمغرب عام 2024 نموذج بولينيزيا الفرنسية كمثال لتطوير خطة الحكم الذاتي، في انتظار دعم من أعضاء دائمين بمجلس الأمن، أبرزهم المملكة المتحدة التي أعلنت رسمياً دعمها للمبادرة المغربية في يونيو الماضي.
وكشفت مصادر دبلوماسية أن لقاءً سريًا انعقد في يوليوز بالرباط بين لجنة استراتيجية متخصصة ومستشار ملكي وممثل عن قصر الإليزيه، أسفر عن وضع خارطة طريق تركز على القرار الأممي وخطة الحكم الذاتي المغربية، شملت مواضيع تمثيل السكان الصحراويين، وعودة اللاجئين، وآلية الاستفتاء المحتملة لتكريس الخطة. واستلم بوريطة في 29 غشت مذكرة فرنسية تحتوي على أسئلة ومقترحات لتحديث الخطة المغربية، وسط تنسيق مكثف بين باريس وواشنطن عبر مبعوثي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمشروع القرار الأممي المرتقب.
ويشير السيناريو المتوقع إلى أن مشروع القرار الجاري إعداده لتجديد ولاية المينورسو سيتضمن إشارة واضحة إلى خطة الحكم الذاتي المغربية، مع إقرار ضمني بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، دون إعادة هيكلة كاملة للبعثة الأممية. ويهدف هذا التطور إلى تمهيد الطريق لمفاوضات متقدمة مع الجزائر، الداعمة تاريخيًا لجبهة البوليساريو، مع إمكانية إضافة بند لمراجعة نطاق عمل المينورسو مستقبلاً، ما يعكس تنسيقاً دولياً بين المغرب وفرنسا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
14/10/2025
