اتهم أحمد تويزي، رئيس الفريق النيابي للأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، النخب السياسية والإدارية بـ”الهروب من المنظومة التعليمية العمومية”، من خلال تسجيل أبنائهم في المدارس الخاصة والبعثات الأجنبية، ما يعكس فقدان الثقة في المدرسة التي يُفترض أن يصلحوها. وأوضح تويزي، خلال مداخلته في لجنة التعليم والثقافة والاتصال، أن المدرسة المغربية لم تعد وسيلة للترقي الاجتماعي كما كانت سابقًا، بل أصبحت أداة لإعادة إنتاج الفوارق الطبقية، حيث يواجه أبناء الطبقات المتوسطة والفقيرة تحديات كبيرة بسبب اكتظاظ الأقسام ونقص التجهيزات والمرافق الأساسية.
وأشار البرلماني إلى أن فقدان الثقة في المدرسة العمومية يتفاقم حين يرى المواطن أن المسؤولين يعمدون إلى تعليم أبنائهم في مؤسسات النخبة، بينما يدعون إلى إصلاح التعليم العمومي. وأكد أن الإصلاح لا يمكن أن يتحقق بقرارات فوقية أو إرادة وزارية معزولة، بل يحتاج إلى مسار جماعي يشارك فيه الأسرة، والأستاذ، والإدارة، والمجتمع، والإعلام، مشددًا على أن تحفيز الأستاذ وضمان تكوينه ومرافقته ميدانيًا يمثل الأساس لأي إصلاح ناجح.
كما انتقد تويزي فتح باب التوظيف المباشر دون تكوين حقيقي، مؤكدًا أنه تسبب في إدماج مئات الأشخاص غير المؤهلين إلى سلك التعليم، ما يشكل خطرًا على جودة المدرسة العمومية. وأكد أن المرجعيات الكبرى لإصلاح التعليم، وعلى رأسها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، لم تُفعل بالشكل المطلوب، مضيفًا أن غياب الرؤية الواضحة والتنسيق بين الإرادة السياسية والممارسة الميدانية أدى إلى تكرار الفشل، محذرًا من أن استمرار هذا الوضع سيهدد مستقبل أجيال كاملة إذا لم يتم اتخاذ قرارات شجاعة وعاجلة.
14/10/2025
