في تطور جديد يُعيد إلى الواجهة الجدل حول كلفة الارتباط بالثغرين المحتلين، طالبت جمعية شركات الطيران الإسبانية (ALA) الحكومة المركزية في مدريد بالإسراع في صرف التعويضات المالية المتأخرة لفائدة شركات الطيران التي تؤمّن الرحلات بين شبه الجزيرة الإيبيرية وكلٍّ من سبتة ومليلية، إضافة إلى جزر الكناري والبليار.
وأوضح رئيس الجمعية خافيير غاندارا أن تأخر الحكومة في تسوية هذه المستحقات قد يُهدّد استمرارية الربط الجوي مع هذه المناطق، مبرزًا أن حجم الديون المتراكمة بلغ إلى غاية نهاية غشت نحو 700 مليون يورو، مرشّحة للارتفاع إلى ما بين مليار و1.2 مليار يورو مع نهاية السنة الجارية.
وأكد غاندارا أن خفض الرسوم التي تفرضها شركة AENA (المسؤولة عن إدارة المطارات الإسبانية) لا يتنافى مع برنامجها الاستثماري الضخم المقرر للفترة 2027-2031، والذي تصل قيمته إلى 13 مليار يورو، مشيرًا إلى أن الشركة وزّعت خلال السنوات الأخيرة أرباحًا قاربت 5 مليارات يورو، وهو ما يُتيح لها مواصلة الاستثمار دون الإضرار بميزانيتها، مع تحفيز نموّ حركة النقل الجوي.
ووفق معطيات الجمعية، فقد تمت برمجة أكثر من 139 مليون مقعد على متن الرحلات الداخلية والخارجية خلال الموسم الشتوي الممتد من نونبر إلى مارس، بزيادة تقارب 5 في المائة مقارنة بالموسم السابق.
لكنّ هذه الزيادة ليست موحّدة في جميع المناطق الإسبانية؛ إذ يُتوقع انخفاضٌ في غاليثيا (بنسبة 17%) وجزر البليار (1.5%)، مقابل زيادات في الأندلس (7.5%) وجزر الكناري (2.4%)، في حين تُسجّل مدريد وبرشلونة نموًّا يتجاوز 5 في المائة.
ودعا غاندارا وزير الاستهلاك الإسباني إلى التراجع عن العقوبات المفروضة على شركات الطيران بخصوص فرض رسوم على الأمتعة المحمولة في المقصورة، خاصة بعد أن أكدت المفوضية الأوروبية قانونية هذه الممارسات، معتبرة أن من حق الشركات تحديد أسعار خدماتها وفق قواعد السوق الحرة.
تُعدّ الرحلات الجوية نحو سبتة ومليلية المحتلتين من أبرز الآليات التي تعتمدها مدريد لضمان ما تصفه بـ“الاتصال الترابي” مع البرّ الإسباني، في وقت تؤكد فيه المملكة المغربية أن المدينتين جزء لا يتجزأ من سيادتها الوطنية، وتتابع عن كثب الخطوات الاقتصادية والإدارية التي تُكرّس واقع الاحتلال، ولو تحت مسميات “الدعم اللوجستي” أو “التعويضات الاقتصادية”.
15/10/2025