kawalisrif@hotmail.com

ملحمة في الشيلي … أشبال الأطلس يكتبون التاريخ ويتأهلون إلى المباراة النهائية لكأس العالم !

ملحمة في الشيلي … أشبال الأطلس يكتبون التاريخ ويتأهلون إلى المباراة النهائية لكأس العالم !

في ليلةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة المغربية، خطّ أشبال الأطلس إنجازًا أسطوريا بوصولهم إلى نهائي كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي، بعد معركة كروية ملتهبة أمام فرنسا انتهت بفوز مغربي مثير بركلات الترجيح، عقب تعادل شاق (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.

على أرضية ملعب إلياس فيغيروا براندر بمدينة فالبارايسو، كانت الأعلام المغربية ترفرف وسط مدرجات امتلأت بأبناء الجالية الذين حوّلوا الملعب إلى قطعة من مراكش والرباط وطنجة. أصوات الزغاريد والهتافات غطّت على الهمسات الفرنسية الباهتة، وكأن القدر قرر أن تكون الليلة مغربية خالصة.

منذ الصافرة الأولى للحكم الأوروغواياني غوستافو تيخيرا، بدا أن المغاربة لا يريدون لعب نصف نهائي عادي، بل يريدون كتابة فصل جديد في التاريخ. ضغطٌ متواصل، سرعةٌ قاتلة، وجرأةٌ لا تعرف الخوف.

الثلاثي الهجومي — ياسر الزابيري، عثمان معما، وياسين جسيم — أشعل المستطيل الأخضر بتحركاتهم السريعة، فيما كان حسام الصادق يوزع الكرات بثقة القادة الكبار.

في الدقيقة 13، كاد معما أن يُفجر المدرجات بتسديدة صاروخية علت العارضة بشعرة، قبل أن يتألق الحارس المغربي يانيس بنشاوش في صد تسديدة خطيرة من الفرنسي ميسم بن نعمة، ليؤكد أن العرين في أيدٍ أمينة.

الفرنسيون حاولوا استعادة التوازن عبر أجنحتهم، خصوصًا إيلان توريه وأنطوني برمونت، لكن الدفاع المغربي بقي صلبًا بقيادة إسماعيل باعوف.

وفي الدقيقة 27، ظهر إلياز زيدان، نجل الأسطورة زين الدين زيدان، بتدخلين متتاليين أنقذا المرمى الفرنسي من هدف محقق.

لكن الإصرار المغربي لم يهدأ. ضغط، تمريرات، وحصار خانق انتهى بلقطة مثيرة للجدل: الحكم يعود إلى تقنية الفيديو “VAR”، ليحتسب ركلة جزاء بعد شدٍّ واضح لقميص باعوف داخل المنطقة.

بدأ الشوط الثاني بتبادل للهجمات بين الطرفين، ونجح المنتخب الفرنسي في تعديل النتيجة عن طريق اللاعب لوكاس ميشال، مستغلًا تمريرة بينية من زميله البديل مصطفى دابو، الذي شكّل مصدر إزعاج كبير للعناصر الوطنية.

وكاد لاعبو منتخب “الديكة” أن يضيفوا الهدف الثاني عن طريق الأسمراني ميشال، موهبة موناكو، إلا أن يانيس بنشاوش تدخل بشجاعة كبيرة للتصدي لهذه الهجمة، وهي اللقطة التي تعرض خلالها لإصابة، أجبرته على مغادرة الملعب، بعد أن تألق كثيرا، ليعوضه زميله إبراهيم غوميز.

واستمر ضغط المنتخب الفرنسي الذي قدم أفضل مباراة له في البطولة إلى حدود الدقيقة الـ70، قبل أن يعود عثمان معما ليتلاعب بالدفاع الفرنسي، ومرر كرة جميلة داخل منطقة الجزاء، لكنها لم تجد من يودعها الشباك.

وبعد ذلك مباشرة، رفع المدرب الوطني محمد وهبي البطاقة الخضراء، مطالبًا الحكم بالعودة لمراجعة لقطة من ركلة ركنية، بدعوى أن الكرة ارتطمت بيد اللاعب جاستن بورغو، غير أن الحكم اعتبرها لمسة يد غير متعمدة، ولا تستوجب احتساب ركلة جزاء.

وتواصلت الندية بين الطرفين من خلال تبادل للهجمات وسط دفاعي مُحكم من الجانبين، مع تراجع واضح في منسوب اللياقة البدنية لمجموعة من اللاعبين، في وقت كان عثمان معما قريبا من هز شباك المنتخب الفرنسي في الدقيقة الـ90، لكن حارس المرمى ليساندرو أولميتا تدخل بنجاح لصد الكرة.

وأضاف الحكم غوستافو تيخيرا خمس دقائق كوقت محتسب بدل الضائع دون أن تتغير النتيجة، لينتهي اللقاء بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، ويلجأ الطرفين لشوطين إضافيين.

التكافؤ عنوان الشوطين الإضافيين

وانتظر الطرفان الدقيقة الـ102 التي حملت خطورة كبيرة من المهاجم الفرنسي دابو، الذي سدد كرة مؤطرة لم تذهب بعيدا عن مرمى إبراهيم غوميز، حامي عرين “الأشبال”، ثم تلاعب الزابيري بالدفاع الفرنسي لكن تسديدته علت العارضة بقليل.

وواصل رفاق زيدان اللقاء بعشرة لاعبين منذ الدقيقة الـ106 بعد طرد اللاعب رابي نزينغولا الذي نزل بديلا في الدقيقة الـ87. عثمان معما ظل بمثابة الشبح الذي يُثير القلق في الدفاع الفرنسي وكان قريبا من هز الشباك الدقيقة الـ112.

وأسال المنتخب الفرنسي العرق البارد للعناصر الوطنية بكرة خطيرة جدا في الدقيقة الـ117، ليتدخل اللاعب طه مجني في اللحظة الأخيرة ويمنعها من أن تسكن الشباك، وارتأى محمد وهبي إجراء 3 تغييرات دفعة واحدة في الدقائق الأخيرة، إضافة إلى إشراك حارس المرمى عبد الكريم المصباحي تحسبا لركلات الترجيح.

وتكفل البديل يونس البحراوي بتسجيل الركلة الترجيحية الأولى، وسجل إلياس بومسعودي الركلة الثانية بهدوء كبير، ثم تابع المصباحي ركلة جزاء فرنسية من اللاعب غادي بييوكو ارتطمت بالقائم، لتمنح التفوق للعناصر الوطنية.

ونجح ياسر الزابيري في تسجيل الركلة المغربية الثالثة بطريقة “بانينكا” وأشرف حكيمي في مونديال قطر 2022، قبل أن يُسجل إلياو زيدان ركلة فرنسية رابعة، ثم أهدر بعدها محمد الحموني ركلة مغربية، ثم سجل سعد الحداد ركلة الترجيح الخامسة لأشبال الأطلس.

وسجل نعيم بيار سادس ركلات الترجيح للمنتخب الوطني، ثم أنقذ المصباحي ركلة جزاء ليُعبد طريق المنتخب الوطني صوب النهائي في بطولة تاريخية.

يُشار إلى أن المنتخب الأرجنتيني سيُلاقي نظيره الكولومبي في النصف النهائي الثاني بعد قليل، لتحديد خصم المنتخب الوطني في النهائي.

16/10/2025

Related Posts