kawalisrif@hotmail.com

البابا لاوون الرابع عشر يدعو إلى القضاء على الجوع ويؤكد: “من يتألم جوعًا ليس غريبًا عني، إنه أخي”

البابا لاوون الرابع عشر يدعو إلى القضاء على الجوع ويؤكد: “من يتألم جوعًا ليس غريبًا عني، إنه أخي”

في خطاب مؤثر أمام جمعية منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، بمناسبة الذكرى 80 لتأسيسها، وجّه البابا لاوون الرابع عشر نداءً عالميًا إلى المجتمع الدولي، داعيًا إلى توحيد الجهود من أجل ضمان الغذاء كحقٍّ لكل إنسان، لا كامتيازٍ للنخب.

وقال الأب الأقدس إن القضاء على الجوع ليس مسؤولية السياسيين وحدهم، بل هو واجب الإنسانية جمعاء، بما يشمل الحكومات والمؤسسات والمنظمات والأفراد. وأضاف: “من يتألم جوعًا ليس غريبًا عني، إنه أخي”، مؤكدًا أن الجوع ليس قدَرًا محتومًا، بل نتيجة نظام اقتصادي بلا روح وتوزيعٍ غير عادل للموارد، حيث ينام أكثر من 670 مليون إنسان جياعًا، في حين تُهدر ملايين الأطنان من الغذاء سنويًا.

ولم يكتفِ البابا بالحديث عن الجوع، بل ندّد باستخدام الغذاء كسلاح حرب، واصفًا ذلك بأنه “جريمة ضد الإنسانية وصوت صامت يصرخ في ضمائر العالم”. وشدّد على أن إنهاء هذه المأساة يتطلب إرادة حقيقية تتجاوز الشعارات والاحتفالات، داعيًا إلى سياسات فعّالة وتعاون صادق يرتكز على الأخوّة والتضامن العملي.

كما أشار البابا إلى الدور الحيوي للمرأة في ضمان الأمن الغذائي، واصفًا إياها بـ “المهندسة الصامتة للبقاء” و”الحارسة المنهجية للخليقة”، مؤكدًا أن الاعتراف بجهودها يضمن تنمية أكثر إنسانية واستدامة.

وفي نداء قوي للمجتمع الدولي، دعا الأب الأقدس إلى عدم الغفلة عن معاناة الشعوب في مناطق النزاع مثل أوكرانيا وغزة وهايتي واليمن وجنوب السودان، مشددًا على أن “لا يمكن أن نطمح إلى حياة اجتماعية أكثر عدلاً إذا لم نكن مستعدين للتخلّي عن اللامبالاة التي تبرر الجوع كأنه مجرد خلفية اعتدنا عليها”.

واختتم البابا كلمته بتذكير العالم برسالة المسيح: “أعطوهم أنتم ليأكلوا”، داعيًا إلى تحويل الجوع إلى دافع للتغيير والعمل المشترك، لأن “الإنسان لا يجوع إلى الخبز فقط، بل إلى الإيمان والرجاء والمحبة”. وأضاف برسالة رجاء: “التحديات عظيمة، لكن إمكانياتنا عظيمة أيضًا. فلنصنع معًا معجزة جديدة تُشبع البشرية كخبزٍ من عدالةٍ وسلام”.

16/10/2025

Related Posts