kawalisrif@hotmail.com

السفير هلال :   الصحراء المغربية أصبحت منارة للتنمية والسلام

السفير هلال : الصحراء المغربية أصبحت منارة للتنمية والسلام

في قاعة الأمم المتحدة، ارتقى السفير المغربي عمر هلال بمنبر الكلمة، حاملاً رسالة قوية إلى العالم: الصحراء المغربية لم تعد عنوانًا للنزاع، بل صارت واحة سلام وفضاءً مفتوحًا للتنمية والاندماج الإفريقي. كانت كلماته أشبه ببيان واثق يعكس تحوّلًا عميقًا في النظرة إلى الأقاليم الجنوبية، من منطقة توتر إلى مركز إشعاع اقتصادي وإنساني.

بعد نصف قرن على لحظة “المسيرة الخضراء”، تلك التي أبهرت العالم بإرادة شعبٍ أعاد أرضه بسلام، يؤكد المغرب اليوم أن الصحراء ليست فقط جزءًا من ترابه، بل رهانًا استراتيجيًا لمستقبل القارة بأكملها. فالمشاريع التنموية الكبرى التي تُقام في العيون والداخلة والسمارة لم تعد مجرّد شعارات تنموية، بل صارت واقعًا ملموسًا يغيّر حياة الناس ويعيد رسم الخريطة الاقتصادية في الجنوب.

يتحدث هلال بثقة عن التحوّل الذي تشهده الصحراء المغربية، مستندًا إلى الحقائق على الأرض لا إلى الخطابات السياسية فقط. فالموانئ الجديدة، ومشاريع الطاقة المتجددة، والطرق السريعة، والجامعات والمستشفيات، كلها شواهد على قوة التنمية كأداة دبلوماسية ناعمة، تُعيد صياغة موازين القوة في المنطقة. الصحراء اليوم ليست منطقة انتظار، بل مختبر لتجربة مغربية فريدة في التنمية المتوازنة والانفتاح الإفريقي.

في المقابل، يظلّ بعض خصوم المغرب أسرى مقاربات قديمة، يلوّحون بشعارات تجاوزها الزمن. لكنّ المعادلة تغيّرت: التنمية صارت لغة أقوى من الخطابات، والواقع أقنع أكثر من البيانات. فحين يتحدث المغرب عن “الحكم الذاتي” كحلّ واقعي للنزاع، فهو لا يطرح ورقة تفاوض فحسب، بل رؤية عملية تضمن الكرامة والوحدة في آنٍ واحد.

إنّ الخطاب المغربي في الأمم المتحدة لم يعد دفاعيًا كما في السابق، بل هجوميًا بالمعنى الإيجابي، يقدّم إنجازًا ميدانيًا كبرهان سياسي. فالصحراء التي كانت تُرى يومًا كقضية سياسية معقّدة، باتت اليوم تُقدَّم كنموذج سلام وتنمية يستحق أن يُحتذى به في القارة الإفريقية. وهكذا تتحوّل القضية من نزاعٍ إلى مشروع وطني شامل، يُكتب فيه التاريخ من جديد، لا بالبيانات ولا بالمرافعات، بل بالعمل والإنجاز.

16/10/2025

Related Posts