تستعد مختلف مناطق المملكة مطلع الأسبوع المقبل لبدء موسم إحاشة الخنزير البري لسنة 2025-2026، بمشاركة عشرات الجمعيات المهنية للقنص وعدد كبير من القناصين، في إطار خطة وطنية تهدف إلى الحد من تكاثر هذا الحيوان الذي يشكل خطراً متزايداً على المحاصيل الزراعية وسلامة الساكنة. ووفق معطيات رسمية، ستشمل العمليات ما مجموعه 362 نقطة سوداء عبر التراب الوطني، من خلال تنظيم أكثر من 1500 عملية إحاشة ميدانية، تُوزع على المناطق التي يسجل فيها حضور مكثف للخنازير البرية.
الوكالة الوطنية للمياه والغابات أوضحت أن برنامج الموسم الجديد يقسم على أربعة أشطر تمتد على مدار السنة، بدءاً من أكتوبر وصولاً إلى غشت، في إطار مقاربة تستند إلى مراقبة دقيقة لتكاثر هذا الحيوان وتوزيعه الجغرافي. وأكد محمد السعيدي، رئيس شعبة القنص وتدبير الوحيش بالوكالة، أن البرنامج لا يختلف كثيراً عن المواسم السابقة من حيث الأهداف، لكنه يعرف توسعاً في عدد النقاط السوداء المشمولة بالإحاشة. وأبرز أن الهدف ليس القضاء على الخنزير البري نهائياً، بل ضبط تكاثره والحفاظ على التوازن البيئي، مشيراً إلى اعتماد تطبيق رقمي جديد يسهل تنظيم العمليات وجدولتها جغرافياً وزمنياً.
ورغم الجهود المبذولة، مازالت عدة مناطق، خصوصاً القروية منها، تعاني من أضرار كبيرة جراء الانتشار الواسع للخنزير البري، الذي يتسبب في إتلاف المزروعات وتهديد الأنشطة الفلاحية. وتواجه فرق الإحاشة تحديات ميدانية عديدة، من بينها صعوبة الوصول إلى بعض المناطق الوعرة وقلة القناصين المتطوعين. وقد دعت جمعيات القنص إلى استمرار هذه العمليات طيلة السنة وتكثيف التنسيق بين مختلف المتدخلين لضمان نجاعة أكبر، حفاظاً على التوازن الطبيعي وحماية مصالح الساكنة المحلية.
16/10/2025