يبدو أن الدعابة التي أطلقها وزير العدل عبد اللطيف وهبي في قبة البرلمان حول احتمال بقائه وحيداً في صفوف الأغلبية بينما يتحول الباقون إلى المعارضة، لم تكن بعيدة عن الواقع السياسي، إذ بدأت ملامح التوتر تظهر داخل مكونات الأغلبية الحكومية، خصوصاً بين نواب حزب الاستقلال الذين أضحوا أكثر ميلاً إلى انتقاد الحكومة ووزرائها مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة.
وبحسب معطيات حصلت عليها كواليس الريف، يعيش الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب حالة من التباين في المواقف بين أعضائه بشأن طريقة التعامل مع الحكومة خلال ما تبقى من عمر الولاية التشريعية. فبينما تدعو قيادة الحزب والفريق إلى التزام التهدئة والحفاظ على اللياقة السياسية في الجلسات البرلمانية، يرى عدد من النواب أن هذا النهج لم يعد مجدياً، مطالبين بضرورة انتهاج خطاب أكثر جرأة في مواجهة الوزراء وإبراز مواقف الحزب بشكل واضح استعداداً للاستحقاقات القادمة.
وأكدت مصادر مطلعة أن عدداً من برلمانيي الحزب ضمنهم المؤثر الكبير في الساحة الإستقلالية نور الدين مضيان، يدفعون نحو التخلي عن التحفظ السياسي الذي طبع أداء الفريق خلال الفترة الماضية، معتبرين أن الظرفية تقتضي الدفاع بقوة عن موقع الحزب في المشهد السياسي وتمييز خطابه عن باقي مكونات الأغلبية. وتوقعت المصادر ذاتها أن تشهد الجلسات المقبلة في البرلمان مواجهة أكثر حدة بين النواب الاستقلاليين ووزراء الحكومة، خصوصاً المنتمين إلى التجمع الوطني للأحرار والأصالة والمعاصرة، في ما يشبه بداية سباق انتخابي مبكر للفوز بثقة الناخبين في استحقاقات 2026.
16/10/2025