kawalisrif@hotmail.com

جلسات ماراثونية في “قضية إسكوبار الصحراء” … مواجهات مثيرة وتناقضات في أقوال الشهود بشأن الناصري

جلسات ماراثونية في “قضية إسكوبار الصحراء” … مواجهات مثيرة وتناقضات في أقوال الشهود بشأن الناصري

تواصل غرفة جرائم الأموال بمحكمة الاستئناف في الدار البيضاء عقد جلساتها الطويلة والمثيرة، ضمن مسار التحقيق في “قضية إسكوبار الصحراء”، التي يتابع فيها القياديان السابقان بحزب الأصالة والمعاصرة سعيد الناصري وعبد النبي بعيوي إلى جانب عدد من المتهمين الآخرين.

وخلال جلسة اليوم، أعادت الهيئة القضائية استدعاء شاهدين هما كريم عياد وفاطمة، إضافة إلى الاستماع إلى عبد الإله حركة، صهر سعيد الناصري، الذي أدى اليمين القانونية قبل الإدلاء بشهادته أمام القاضي.

الشاهد أوضح أن دوره داخل المركب الرياضي كان إداريًا بحتًا، يقتصر على الإشراف على المستخدمين دون أي علاقة له بالتسيير المالي للنادي، قائلاً:

“لم أكن أتقاضى راتبًا ثابتًا، وكان سعيد الناصري يمنحني مبالغ نقدية تتراوح بين 2000 و4000 درهم بشكل غير منتظم، وكان يسلمها لي شخصيًا في منزله.”

ثم تحوّل النقاش إلى نقطة أثارت الكثير من الجدل: السيارات النفعية المركونة داخل مركب بنجلون، والتي يؤكد المتهم الرئيسي في الملف، الحاج إبراهيم الملقب بـ“إسكوبار الصحراء”، أنها كانت ملكًا له، لكنه لم يتمكن من الحصول على شهادة المطابقة القانونية، فتركها لدى الناصري داخل المركب الرياضي.

وخلال استجوابه، سأل القاضي الشاهد عبد الإله.ح عن نوع السيارات، فأجاب بأنها من طراز “كيا” و“هيونداي”، لكنه أبدى جهلاً بهوية مالكها الحقيقي. وعندما عرضت عليه صور السيارات على شاشة القاعة، أنكر معرفته بها تمامًا، ليتدخل القاضي بنبرة صارمة قائلاً :  “هل كذبت عليك الضابطة القضائية؟”

فأجاب الشاهد بتردد: “الله أعلم”، ليرد القاضي محذرًا:
“لقد أديت اليمين، فانتبه لعواقب شهادة الزور.”

وزادت حدة الجلسة عندما لاحظ القاضي تناقضًا في أقوال الشاهد حول ألوان السيارات؛ فبينما سبق له أن قال أمام قاضي التحقيق إنها “كلها بيضاء”، أكد اليوم أن ألوانها “متعددة بين الأحمر والرمادي والأبيض”. استوقفه القاضي مستغربًا:

“هل نسيت؟ ولماذا لم تذكر هذه الألوان من قبل؟ تصريحاتك متناقضة بين الشرطة والتحقيق والمحكمة.”

فأجاب الشاهد بهدوء: “أنا أقول الحقيقة.”

وحسب ما ورد في محاضر الشرطة، فإن “إسكوبار الصحراء” أكد أن إحدى السيارات تعود لملكيته، وأن الناصري أمر صهره بالتخلص منها بعد علمه بفتح التحقيق، غير أن الشاهد نفى تمامًا هذه الرواية، مشددًا على أنه لم يرَ البطاقة الرمادية للسيارة مطلقًا، ما جعل القاضي يتساءل بدهشة:  “كيف يعقل ذلك؟”

وفي معرض أقواله، كشف الشاهد أنه كان ضابطًا في جهاز القوات المساعدة منذ عام 1976، قبل أن يُحال على التقاعد سنة 2012، موضحًا أنه كان يشغل مهمة تسيير المستخدمين داخل المركب فقط.

وخلال عرض صور إضافية لعدد من السيارات النفعية، أكد أنه شاهد بالفعل سيارات من نوع “كيا” و“هونداي”، بعضها مكشوف والآخر مغطى بالكامل، لكنه جدد تأكيده أنه لا يعلم مصدرها ولا مالكها الحقيقي، قائلاً:

“الله أعلم، إن كانت الشرطة القضائية قد أخطأت أو كذبت عليّ، لكني أديت اليمين وأقسم أن أقول الحق.”

أما بخصوص ما نُسب إليه في محاضر الضابطة القضائية حول تلقيه مكالمة من الناصري لاستقبال ميكانيكيين لتشغيل ست سيارات نفعية، فقد نفى علمه بذلك، قائلاً إنه “لم يكن حاضرًا في تلك اللحظة”، مضيفًا أن من كان يشرف على تأمين تلك السيارات هو مستخدم يُدعى عبد الحق –  أ .

وفي محور آخر من الجلسة، عاد القاضي إلى ملف فيلا كاليفورنيا التي يتهم “إسكوبار الصحراء” سعيد الناصري بالنصب بشأنها، ليجيب الشاهد بأنه لم يسبق له أن زارها، مكتفيًا بالقول:  “سمعت عنها فقط.”

 

16/10/2025

Related Posts