في فصل جديد من مسرحية الفوضى المغربية لكرة القدم، تمكن اتحاد طنجة من صناعة فضيحة لا تُنسى، هذه المرة على حساب الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم …! الجامعة، وكأنها نسيت القوانين، قررت رفع المنع عن الفريق الطنجاوي… بشكل غير قانوني، ودون أن يتسلم اللاعب المجهد مستحقاته، مما حول المشهد إلى مهزلة إدارية بكل المقاييس.
والثمن باهظ : 500 مليون سنتيم غرامة مالية مباشرة على كاهل الجامعة، مع تهديد صريح من الفيفا بتقليص الدعم المالي إذا لم تُسدّد الغرامة خلال مهلة 30 يومًا. المشهد يبدو وكأن كرة القدم المغربية أصبحت ساحة اختبار للفوضى القانونية والسياسة الارتجالية.
الأدهى من ذلك أن أروقة الجامعة، بدل أن تتحرك بسرعة، تبدو كمن يحاول إصلاح سفينة غارقة بأشواك في كل جانبها. السؤال الأكثر حدة الآن: هل يعقل أن يتفوق فريق على الجامعة نفسها في فن الالتفاف على القوانين؟ أم أن كرة القدم المغربية تحولت إلى مسرح كوميدي، حيث تتقاطع المهارات الإدارية المنعدمة مع الفوضى المالية الصاخبة؟
اتحاد طنجة، بذكاء غير مقصود، لم يرفع فقط المنع عن فريقه، بل رفع سقف السخرية الوطنية إلى مستويات جديدة. في المقابل، تبحث الجامعة عن صياغة مفترضة لحل الأزمة قبل أن تتحول كل غرفة مقهى في المغرب إلى منصة نقد ساخر على ما حدث.
يبدو أن كرة القدم المغربية باتت مسرحًا للمهزلة، حيث الغرامات تنهال، والأخطاء تتكرر، والسخرية الوطنية تصعد إلى قمم غير مسبوقة… والجامعة؟ تلهث خلف الواقع كما يلهث السباح في بحر هائج، تحاول إنقاذ ماء وجهها المبتل بالفوضى.
