قدمت الصحفية الإسبانية صونيا مورينو، مؤخرًا في مكتبة La Librería بشارع أودونيل في مليلية، كتابها الجديد “المغرب، الجار المزعج”، الصادر عن دار La Esfera de los Libros. وامتلأت المكتبة تدريجيًا بالحضور، بين من جلس للاستماع لكلماتها ومن وقف متابعًا للعرض، في لقاء جمع بين التحليل والمناقشة.
وكان واضحًا منذ البداية أن مورينو، التي غطت المغرب وشمال إفريقيا على مدار سنوات، قد انحازت في كتابها إلى المواقف النقدية والمعادية للمملكة. فقد قدمت تصويرًا سلبيًا للواقع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، مركزّة على مظاهر الفساد والنقص في التغطية الاجتماعية، إلى جانب الأحداث المؤلمة مثل وفاة نساء حوامل في أكادير، والتي اعتبرتها “شرارة” الاحتجاجات، في وقت لم تُبرز بشكل متوازن الإنجازات الاقتصادية والاستثمارية للمغرب.
وشددت مورينو على عوامل الهجرة الشبابية من جنوب المغرب إلى جزر الكناري، مع التركيز على خروج نحو 200,000 شخص سنويًا، معتبرة ذلك مؤشرًا على “فشل الدولة في استثمار طاقاتها الشابة”، وهو موقف أثار استياء الجهات الرسمية وجعلها شخصية غير مرغوب فيها داخل الأوساط المغربية.
ويركز كتابها على شخصية الملك محمد السادس، العلاقات الخارجية مع إسبانيا والدول الحليفة، والقضايا الحقوقية العالقة، مع ملحق حول برنامج بيغاسوس للتجسس، وهي مواضيع أثارت جدلاً كبيرًا حول مصداقية وحيادية التغطية الصحفية التي قدمتها مورينو خلال السنوات الماضية.
وأكدت الصحفية أن تجربتها الميدانية دفعتها إلى التعامل مع الرقابة الذاتية والملاحقة القضائية وعدم اليقين بشأن إمكانية دخول المغرب، رغم حصولها على اعتماد صحفي رسمي حتى 2020 وتصريح لتغطية الانتخابات في 2021. وأضافت أن زياراتها الحالية تقتصر على السياحة، معتبرة أنها “أغلقت دائرة وأفسحت المجال لآخرين للعمل من الميدان”، ما يعكس تحوّلها من صحفية ميدانية إلى شخصية مثيرة للجدل ومعارضة للمملكة.
واختتمت مورينو لقاءها بالإشارة إلى المستقبل السياسي للمغرب، معتبرة أن البلاد “في نقطة البداية”، في حين يرى مراقبون أن كتابها، وما تبعه من مواقف معادية، جعلها شخصية غير مرحب بها على الساحة المغربية، بعد أن تحولت تغطيتها الميدانية السابقة إلى منصة نقدية حادة تثير الانقسام حول الصورة الدولية للمملكة.
16/10/2025
