في ليلةٍ ستبقى محفورة في ذاكرة الكرة المغربية، خطّ أشبال الأطلس إنجازًا أسطوريا بوصولهم إلى نهائي كأس العالم للشباب المقامة في تشيلي، بعد معركة كروية ملتهبة أمام فرنسا انتهت بفوز مغربي مثير بركلات الترجيح، عقب تعادل شاق (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.
على أرضية ملعب إلياس فيغيروا براندر بمدينة فالبارايسو، كانت الأعلام المغربية ترفرف وسط مدرجات امتلأت بأبناء الجالية الذين حوّلوا الملعب إلى قطعة من مراكش والرباط وطنجة. أصوات الزغاريد والهتافات غطّت على الهمسات الفرنسية الباهتة، وكأن القدر قرر أن تكون الليلة مغربية خالصة.
منذ الصافرة الأولى للحكم الأوروغواياني غوستافو تيخيرا، بدا أن المغاربة لا يريدون لعب نصف نهائي عادي، بل يريدون كتابة فصل جديد في التاريخ. ضغطٌ متواصل، سرعةٌ قاتلة، وجرأةٌ لا تعرف الخوف.
الثلاثي الهجومي — ياسر الزابيري، عثمان معما، وياسين جسيم — أشعل المستطيل الأخضر بتحركاتهم السريعة، فيما كان حسام الصادق يوزع الكرات بثقة القادة الكبار.
في الدقيقة 13، كاد معما أن يُفجر المدرجات بتسديدة صاروخية علت العارضة بشعرة، قبل أن يتألق الحارس المغربي يانيس بنشاوش في صد تسديدة خطيرة من الفرنسي ميسم بن نعمة، ليؤكد أن العرين في أيدٍ أمينة.
الفرنسيون حاولوا استعادة التوازن عبر أجنحتهم، خصوصًا إيلان توريه وأنطوني برمونت، لكن الدفاع المغربي بقي صلبًا بقيادة إسماعيل باعوف.
وفي الدقيقة 27، ظهر إلياز زيدان، نجل الأسطورة زين الدين زيدان، بتدخلين متتاليين أنقذا المرمى الفرنسي من هدف محقق.
لكن الإصرار المغربي لم يهدأ. ضغط، تمريرات، وحصار خانق انتهى بلقطة مثيرة للجدل: الحكم يعود إلى تقنية الفيديو “VAR”، ليحتسب ركلة جزاء بعد شدٍّ واضح لقميص باعوف داخل المنطقة.
16/10/2025