في الوقت الذي يشهد فيه العالم اضطرابات اقتصادية وتحولات مناخية غير مسبوقة، يواصل المغرب ترسيخ موقعه كـ نموذج تنموي صاعد في المنطقة بفضل رؤية ملكية متبصّرة جمعت بين الطموح الاقتصادي والاستدامة البيئية والعدالة الاجتماعية. هذه الدينامية لم تغب عن أعين المؤسسات المالية الدولية، وعلى رأسها البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية (BERD)، الذي خصّ المملكة بإشادة قوية تعكس حجم التقدم المحرز خلال السنوات الأخيرة.
أشاد المدير الإقليمي للبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية في المغرب، هيثم عيسى، بالتطور اللافت الذي حققه المغرب تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤكدًا أن المملكة تمضي بخطى واثقة نحو بناء اقتصاد حديث ومستدام.
وقال عيسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء على هامش مؤتمر «النساء في عالم الأعمال: كسر الحواجز أمام المقاولات النسائية – أثر بقيمة مليار يورو» المنعقد يوم الأربعاء في الدار البيضاء: “لقد حقق المغرب إنجازات ملحوظة، خصوصًا في تطوير بنية تحتية من الطراز الأول، وتسريع الانتقال نحو الطاقات المتجددة، وتعزيز الشمول المالي، وتقوية الإطار المؤسساتي.”
وأوضح أن البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية يرى في هذه التحولات تجسيدًا واضحًا لـ الرؤية الاستراتيجية البعيدة المدى للمغرب، ولالتزامه الراسخ بـ التنمية المستدامة والعدالة المناخية، حيث باتت العمل المناخي والطاقة النظيفة ركيزتين أساسيتين في النموذج التنموي المغربي الجديد.
وأضاف المسؤول أن المملكة المغربية رسخت مكانتها كقوة إقليمية رائدة في الانتقال الأخضر، من خلال تحديد أهداف طموحة واتخاذ إجراءات ملموسة لتقليص الانبعاثات الكربونية وتعزيز إنتاج الطاقات النظيفة.
كما أبرز أن المغرب اكتسب سمعة قوية كدولة رائدة في مجال الإصلاحات الاقتصادية والإدارية بشمال إفريقيا، ما مكّنه من جذب مستويات مرتفعة من الاستثمار الأجنبي المباشر وتمويلات تنموية هامة لدعم صناعاته التصديرية، خصوصًا في مجالات السيارات والطاقة المتجددة والطيران.
وقال عيسى: “إن نجاح المغرب في أن يصبح مركزًا صناعيًا مهمًا في مجال صناعة السيارات يُعد نموذجًا يُحتذى به وغالبًا ما نستشهد به في تقاريرنا الكبرى.”
تأتي هذه الإشادة الدولية لتؤكد أن المغرب لم يعد مجرد فاعل إقليمي صاعد، بل أصبح نقطة ارتكاز في معادلة التنمية الإفريقية والعربية، بفضل قيادة جلالة الملك محمد السادس ورؤية استشرافية جعلت من الابتكار والاستدامة عنوانًا للمرحلة. وبينما تتجه الأنظار نحو مستقبل أكثر خضرة وعدالة، يواصل المغرب كتابة فصول نجاحه بثباتٍ، ليبقى منارة في القارة الإفريقية ومثالًا على أن الإرادة تصنع التحول.
17/10/2025