أكدت نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، أن العلاقات الاقتصادية بين المغرب وإسرائيل قوية وتاريخية، وتمتد لتشمل مجالات الزراعة الحديثة، والتكنولوجيا، والابتكار، خصوصًا في مواجهة تحديات ندرة المياه والجفاف. وجاءت تصريحات الوزيرة خلال ندوة نظمها مركز “ستيمسون” للأبحاث في واشنطن، حيث استعرضت رؤية المملكة للتعاون الدولي والشراكات الناشئة عن اتفاقيات أبراهام، مؤكدة أن التعاون مع إسرائيل يتركز على الري الذكي والتقنيات الزراعية لتعزيز الأمن الغذائي والزراعة المستدامة. وأوضحت الوزيرة أن وتيرة التعاون شهدت تباطؤًا خلال السنوات الأخيرة بفعل ظروف إقليمية، لكنها شددت على أن الأساس الاقتصادي متين، وأن المغرب ملتزم بالانفتاح والشراكة من أجل التنمية المشتركة والحوار السلمي.
وعلى صعيد المشاريع القارية، أبرزت فتاح أهمية خط أنابيب الغاز النيجيري–المغربي كمشروع استراتيجي يهدف إلى تحقيق التكامل الإقليمي وتوفير طاقة ميسورة التكلفة لأكثر من 14 دولة إفريقية، مؤكدة أن المشروع يخدم القارة ويتيح لسكانها الوصول إلى طاقة أرخص وأكثر استدامة، مع إمكانية ربطه لاحقًا بالسوق الأوروبية عبر المغرب. كما تناولت الوزيرة دور هذا المشروع في تعزيز مكانة المملكة كجسر طاقوي بين إفريقيا وأوروبا، مشيرة إلى أن التكامل الإقليمي يمثل الحل الأمثل لمواجهة تحديات الطاقة في القارة.
وفيما يخص الاقتصاد الوطني، أوضحت نادية فتاح أن المغرب يسير نحو نمو مستدام بمعدل 3.7% سنويًا حتى 2030، مع استهداف جذب استثمارات خاصة بقيمة 55 مليار دولار، مع التركيز على قطاعات السياحة والطاقة المتجددة والمشاريع الاستراتيجية مثل ميناء الداخلة للهيدروجين الأخضر. كما أبرزت الوزيرة تحديات سوق العمل، خاصة بطالة الشباب ومشاركة النساء، مؤكدة على أهمية تحويل التحويلات المالية للمغاربة بالخارج إلى استثمارات إنتاجية. واختتمت بالقول إن المغرب يعتمد على الاستقرار والانفتاح كرافعتين للتنمية، ويجسد نموذجًا للتعاون بين إفريقيا وأوروبا والعالم العربي، مستفيدًا من الفرص العالمية لتعزيز السلام والتجارة الإقليمية.
17/10/2025
